الرئيسية / الافتتاحية / الماكينة : مسرحية مفعمة بالإرادة من إبداع شباب المركب الثقافي بمدنين
الماكينة : مسرحية مفعمة بالإرادة من إبداع شباب المركب الثقافي بمدنين

الماكينة : مسرحية مفعمة بالإرادة من إبداع شباب المركب الثقافي بمدنين

med.” يا موت يا رغوة الإثم و الخوف يا ريح حلفية دامية يا طينة حشها التعب و الجوع يا جرح دامي حزين يا كاتب التاريخ با شحّاذ الوقت يا خط بين السماء و الأرض يا عمال العالم خوفنا منكم و عليكم خوفنا متأصل متجذر فيكم “

هذا مطلع مسرحية الماكينة إنتاج المركب الثقافي بمدنين للمخرج رضا أولاد حمودة و الكاتب جلال حمودي تحصلت على الجائزة الأولى جهويا و إقليميا ثم على المرتبة الثالثة وطنيا بحصولها جائزة الركح البرونزي. الماكينة مسرحية واقعية إجتماعيةبرشتية بامتياز من خلال إعتماد تقنية “التغريب وكسر الجدار الرابع” إضافة إلى حضور مايرهولد بتقنية “البيو ميكانيك”. مهدت هذه التقنيات للصراع الذي يدير أحداث المسرحية .

الماكينة مسرحية تلامس معاناة العمال و الكادحين و نضالاتهم من أجل إنتزاع حقوقهم وتسلط الضوء على الإنعكاس المرعب لتطور وسائل الإنتاج على العمال، تدور الأحداث حول شخصيات متناقضة وحدتها الكتابة المسرحية : فسالم { يتقمص الدور عبد السلام مجدوب } هو شاف المعمل وياسين { الممثل أيمن قعيد } متخرج من الجامعة و عائشة { الممثلة وصال الكتار } فتاة تربت في عائلة ليست عائلتها و فاطمة { الممثلة مروى الطبابي } أرملة و أم لطفلين توفي زوجها في حادث شغل في نفس المعمل الذي تشتغل فيه، علي { الممثل نسيم الطايفي } طفل شوارع تبنته عائلة ميسورة، هناء { ميساء الطبابي } بنت مركز الإدماج التي أصبحت عاملة حال وصولها لسن المراهقة، حنان { مريم كعام } فتاة هربت من منزل عائلتها خوفا من شقيقها السلفي الذي يهددها بالقتل في صورة إصرارها على إتمام دراستها، عبد الغني { سفيان خشيرة } سلفي يحلم بعودة الخلافة، ومريم بن عيسى وسمر سليمان في دور عاملتين تجسدان إعتراب العمال { كوليغرافيا }

عشرة أصوات محشورة في نفق الموت وحشرتنا معها حوارهم عبارة عن كورال يتناول مختلف محاور الحياة : وظيفة الأمومة والأبوة في مجتمع مغترب، مشاعر الوحدة والخوف والعنف والحب والخيانة … التي تعصف بنا في كل لحظة. يصيح صوت من الأصوات العشرة في المسرحية : “زعما شنوا الوقت – خيانة – خيانة جاية من كل طريق، من كل شارع، من كل زنقة، من وراء كل باب، الخيانة جاية من الشفايف لي تمتم وما تتكلّم مخبية السّرْ، مكبلها الخوف مكبلتها الأوهام … الخيانة جاية من ماضينا من تاريخنا الدامي الخيانة جاية وأحْنا قرابينها …”

الماكينة إبداع مجموعة من الشباب المنحاز لقضايا وهموم وطنه وطبقته .

بقلم : جلال حمودي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×