الرئيسية / صوت العالم / شبيبة النّهج الدّيمقراطي تنجز مؤتمرها الرّابع رغم المنع والقمع // علي الجلولي
شبيبة النّهج الدّيمقراطي تنجز مؤتمرها الرّابع رغم المنع والقمع // علي الجلولي

شبيبة النّهج الدّيمقراطي تنجز مؤتمرها الرّابع رغم المنع والقمع // علي الجلولي

أنجزت “شبيبة النهج الديمقراطي” المنظمة الشبابية لـ”النهج الديمقراطي” الشقيق مؤتمرها الرابع، كما هو مبرمج أيام 24/25/26 مارس 2016 الماضي بالرباط، العاصمة المغربية، تحت شعار”من أجل جبهة ديمقراطية لقيادة النضال الشبيبي ضد القمع والبطالة والخوصصة والتهميش”. لكن هذا الإنجاز تمّ هذه المرّة في ظروف خاصة وخاصة جدا سواء من جهة النظام أو من جهة رفاقنا.

 النّظام المخزني يؤكّد طبيعته الفاشستيّةSans_titre_236910818

 كان من المفترض إنجاز المؤتمر في قاعة الشهيد مهدي بن بركة بالرباط في الموعد المحدّد. وقد قامت الشبيبة بكلّ الإجراءات الإدارية التي يفرضها نظام القمع. لكنّ السلطات واصلت تلكّؤها إلى آخر لحظة، ممّا حدا بأربعة قياديّين من النهج بمن فيهم المنسق الوطني للشبيبة إلى الاعتصام بمقر الولاية احتجاجا على هذا السلوك القهري الخليق فقط بالأنظمة الاستبدادية التي بدأت بالانقراض في العالم وبقي النظام المغربي أبرزها. وبهذا الضغط الذي وجد مساندة وتعاطفا واسعا عند الحركة الديمقراطية، اضطرّت السلطات إلى السماح لإنجاز المؤتمر في أحد قاعات ضاحية هرهورة المتاخمة للرباط. لكنّ طبيعة النظام غلبت تطبّعه، وفي الوقت الذي كان الرفاق يستعدون لتسلم القاعة وجدوا في انتظارهم جحافل من الدرك منعتهم من ولوجها، بما أكّد لديهم مواصلة التّعنّت وضرب الحقوق الأساسية البسيطة التي يتبجّح نظام بنكيران باحترامها. لكنّ الوقائع تؤكد أنه لا يختلف عن كل الأنظمة الدكتاتورية مهما كانت قشرتها، وخاصة القشرة الإخوانية التي تؤكّد في كلّ مكان وصلت فيه إلى الحكم عداءها للديمقراطية وللتمتع بالحقوق، وهو ما أثبتته التجربة المصرية والتونسية وأخيرا التركية، أين وصل الاعتداء على حرية الإعلام والصحافة والتظاهر والتجمع، حدّا غير مسبوق يذكّر الشعب التركي وقواه التقدمية بالعهد العسكري الذي صادر كل الحريات، والحال ذاته بالمغرب أين يتربّع حزب بنكيران الإخواني على الحكم مكرّسا نفس طبيعة النظام المخزني الذي تغيرت عناوين حكوماته، لكن طبيعته بقيت كما هي. وما منع مؤتمر تنظيم سياسي لأنه معارض إلاّ عيّنة ممّا يعرفه الشعب المغربي الشقيق من همجية النظام وعسفه واعتدائه الممنهج على الحريات العامة رغم واجهته العصرانية ومشاركة بعض “الحداثيين” في الحكومة ويشمل الأمر كلّ القوى المعارضة والمنظمات النقابية والحقوقية، فضلا عن تحركات المعطلين والخريجين ومختلف أسلاك الموظفين وعموم الطبقات الشعبية التي تضطرّ من وقت لآخر إلى الاحتجاج فلا تجد إلاّ عصا الدرك الملكي في انتظارها، هؤلاء الذين لا يحتكمون لأي قانون سوى قانون القمع والظلم والقهر الذي يسوسون به الشعب المغربي منذ عقود. لكنّ هذا الشعب العظيم المعطاء والذي يعتبر شعبنا نموذجيا في عدد انتفاضاته وعدد شهدائه ومفقوديه وسجنائه ومشرّديه وطول نفس بناته وأبنائه، ومنهم وفي مقدمتهم مناضلات ومناضلي النهج الديمقراطي الذين يحتلون مكانهم الطبيعي في قيادة نضال الشعب المغربي بمعية القوى التقدمية في مختلف القطاعات والمجالات.

 مناضلو النهج يثبّتون طينتهم الخاصة

 حين رفضت السلطات الأمنية منح قاعة للمؤتمر، لم يتردّد الأشاوس لحظة ونزلوا إلى الشارع شيبا قبل الشباب، وقادة قبل القواعد، ورغم الجحافل السوداء احتلّ الرفاق مدخل قاعة الشهيد مهدي بن بركة أين دوت الحناجر واتّحدت الإرادات ورغم تهاطل العصيّ وسقوط الأجساد الغضّة، إلاّ أنّ منطق المقاومة فرض صوته وتمّ افتتاح المؤتمر في الشارع. وكانت كلمة الكاتب الوطني للنهج الرفيق مصطفى براهمة عميقة وواضحة عمق النهج في تراب المغرب، ووضوح مبادئ أشبال عبد اللطيف زروال وسعيدة المنبهي وأمين تهاني، وكانت روح القائد الرمز عبد المومن الشباري ترفرف في المكان فأعطت لأجساد الرفاق وروحهم طاقة أخرى لا يعرفها إلاّ المناضلون الحقيقيون الخارجين من رحم المغرب وأحشائه العميقة. كان الصراع الطبقي متجلّيا في أجلّ صوره بين إرادة التحرر وإرادة الغطرسة، بين صوت العمال والكادحين وصوت الخونة والعملاء وبيدقهم بنكيران الذي علت في عهديه صولة العصا والجلاد. إثر هذه الملحمة التي تنضاف إلى نضالات القوى التقدمية والتي تزامنت مع ذكرى انتفاضة 23 مارس المجيدة والتي وقع إحيائها كأحسن ما يكون. إثرها انتقل الرّفاق إلى المقر المركزي أين تواصلت الأشغال واشتبكت الأيادي والأفكار لتؤكد الإصرار والتحدي والقسم الثوري أنّ الاستبداد في المغرب إلى زوال وأنّ المستقبل للحرية والديمقراطية والاشتراكية. هذا وتمّ انتخاب القيادة الجديدة التي أعادت الثقة في الرفيق الشاب عبد اللطيف زروال كاتبا وطنيا.

 في إصرار رفاقنا ملاحم ودروس

 إننا إذ نتابع بانتباه كبير نضال أشقّائنا ورفاقنا في المغرب، فإننا نشد على أياديهم ونحن واثقون تمام الثقة أنّ بوصلتهم صحيحة وثابتة ومن نضالهم يستلهم كلّ الأحرار في الوطن العربي والعالم. ونضال النهج وشبيبته ليس وليد اليوم بل توارثوه جيلا بعد جيل وهم الاستمرار الكفاحي لتجربة “إلى الأمام” الماركسية اللينينية التي صاغت تجربة من أكثر تجارب اليسار إشراقا في منطقتنا وفي العالم. واليوم يناضل النهج الديمقراطي من أجل بعث حزب الطبقة العاملة المغربية لتخليصها من اليتم التنظيمي في أفق قيادة نضالها من أجل التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي، والنهج هو أحد أهم الأرقام الصعبة في النضال الديمقراطي في المغرب في مختلف الساحات والقطاعات ومنها “حركة 20 فبراير” التي تناضل من أجل تحقيق الأهداف الأساسية للمغاربة، وهم يصارعون الحكومة والتحالف الطبقي الرجعي السائد بكلّ مبدئية ولا ترعبهم العصا ولا المحاكمات. علما وأنّ تنظيم النهج الديمقراطي حصل على تأشيرة العمل القانوني دون أيّ سعي إليها، بل تمّ افتكاكها وإمضاؤها من قبل المخزن ساعات قبل المؤتمر الأول أواسط التسعينات الذي تنادى له مناضلو “إلى الأمام” الخارجين لتوّهم من الزنزانات. وحدّدوا مكانه وزمانه دون استشارة الحكم ولا التنسيق معه. إنّ مناضلين من هذه الطينة جديرون بكل الاحترام والاعتزاز ولن يكون مآلهم إلّا النصر.

علي الجلولي

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×