الرئيسية / صوت الوطن / تونس الجوية: من التحليق في الأجواء إلى النزول إلى الهاوية
تونس الجوية: من التحليق في الأجواء إلى النزول إلى الهاوية

تونس الجوية: من التحليق في الأجواء إلى النزول إلى الهاوية

جيلاني الهمامي

يدخل أعضاء النقابات الأساسية الخمس للشركة التونسية للخطوط الجوية في تونس العاصمة اليوم في اعتصام بالمقر الاجتماعي وبالتحديد في الإدارة العامة للمطالبة بما اسموه “الهيكلة والإصلاح” الذي رفعوه في شعارات وقفات احتجاجية سابقة. فقد نظّم منذ مدة حوالي 3000 عون احتجاجا أمام مقر وزارة النقل أعقبته وقفتان أخريان يومي 3 و10 جويلية الجاري بنفس المطلب والشعارات. ومعلوم أنّ الشركة تعيش منذ مدة في أزمة حادة ذلك أنها تسجل عجزا تجاريا وماليا ضخما ممّا جعل سلط الإشراف تفكر جديا في بيعها.

وجرت أنباء عن نية بيع “تونيسار” للشركة القطرية. ويبدو أنّ السلط تقوم بأعمال ضغط غير مباشرة للتعجيل بعملية البيع من ذلك مثلا رفضت الدولة الموافقة على ضمانها لحصول الشركة على قرض بـ 100 مليون دينار وهي المرة الأولى التي ترفض فيها الدولة منح الشركة هذا الضمان. ويقال أنّ الرئيس المدير العام الذي تمت إقالته (المنكبي) قد تمكّن من إيجاد حل لهذا القرض لذلك سارع الوزير النهضاوي أنور معروف لإقالته بشكل مفاجئ ودون احترام أبسط قواعد العمل الحكومي والإداري. وقد تداولت شبكة التواصل الاجتماعي خبر الإقالة وتكليف متصرف مكانه تحوم حوله شبهات انتماء وتواطؤ مع خطة البيع.

ومن جانب آخر حسب ما يروج في الأوساط النقابية أنّ الحجوزات بلغت حوالي 900 ألف حجز بما من شأنه أن يوفّر للشركة خمسة أضعاف ما تحتاجه لتغطية العجز الذي تعاني منه. ومع ذلك وبالنظر إلى وضعية الأسطول في الوقت الحالي لم يتسنّ الاستجابة للحجوزات المذكورة. فمن جملة حوالي 32 طائرة 12 فقط مازالت صالحة للاستغلال. فيما تقبع 20 طائرة في حالة عطب وليس هنالك أمل في الحصول على قطع الغيار اللازمة. حتى عمليات الاستنجاد بقطع من طائرات معطّبة prélèvement لم تعد ممكنة بما أنّ عملية إيقاف 7 مديرين في الشركة بشبهة فساد تم الكشف عنها في تقرير دائرة المحاسبات لسنة 2017 (تم نشره سنة 2018) لم تعد ممكنة لامتناع التقنيين عن القيام بها.

خلاصة القول تعيش الشركة واحدة من أسوا مراحل تاريخها، إذ باتت مهددة جديا بالتصفية والتفريط فيها للشركة القطرية التي على ما يبدو تتمتع بحظوظ جدية في كسب صفقة البيع. في المقابل من ذلك يواصل الأعوان ونقاباتهم الوقوف بقوة أمام هذا التوجه. فلمن ستكون الغلبة في الأخير؟؟ أمر لا يمكن التكهن به ما لم يأخذ الرأي العام الشعبي والأحزاب والمنظمات الوطنية هذا الملف بالجدية اللازمة باعتباره واحدا من الملفات الوطنية الكبرى.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×