الرئيسية / صوت الوطن / انتفاضة الخبز: نزيف الذاكرة… الوعي الشقي
انتفاضة الخبز: نزيف الذاكرة… الوعي الشقي

انتفاضة الخبز: نزيف الذاكرة… الوعي الشقي

37 سنة مرت على انتفاضة الخبز.. انتفاضة غصت بكل تفاصيل الملحمة الملهمة الحبلى بالدلالات، دلالات الضيم والتهميش والجوع. 3 جانفي 1984 توقفت حركة الزمن مع غضب شعبي بدأ مع شرارة المزارعين في أرياف الجنوب التونسي انطلاقا من دوز ثم مدنين فقابس وقفصة وذلك في موفّى شهر ديسمبر من سنة 1983 بعد القرار الحكومي القاضي بالترفيع في سعر العجين إلى أكثر من 60 بالمائة على أن يقع التطبيق بداية من غرة جانفي من سنة 1984 .قرار مسّ من كرامة الناس وخدش صمتهم الطويل أمام صعوبة الحياة في بلد يعيش أزمة خانقة على جميع المستويات، ولأن الجوع كافر، خرج الناس في أغلب الولايات للتعبير عن رفضهم لهذا القرار وارتفع عدد المحتجين وعمّت المظاهرات كل المدن والقرى المنتفضة حتى امتدّ الغضب إلى تونس العاصمة وضواحيها. الشتاء بارد وكرة الثلج ما تزال تكبر. حاولت الحكومة التونسية بقيادة الوزير الأول، محمد مزالي، تهدئة الأوضاع في محاولة لإقناع الشعب بأنّ ذلك يدخل في إطار انقاذ الاقتصاد. ولكن الغضب زاد في إشعال فتيل المد الجماهيري في باقي المدن والبلدات، حي التضامن ودوار هيشر والملاسين وغيرها. مناطق هبّ سكانها لاحتلال الشوارع. القوات الأمنية تتدخل ومواجهات مع قوات الأمن واشتباكات كبيرة وعمليات قمع وهرسلة واعتقالات واسعة النطاق، الجيش ينزل إلى الميدان، أكثر من تسعين شهيدا قضوا في ملحمة الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية، سياسيون وحقوقيون وطلبة وعمال وتلاميذ شملتهم الإيقافات… أيام عصيبة… حزينة… وصمت طويل، طويل خيّم على الجو الجنائزي في البلاد… “ماذا تغير بين ذاك الزمان وهذا الزمان ؟” تتساءل الأجيال…

ناجي شعباني

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×