الرئيسية / صوت الجهات / حقل الدولاب: الإيقافات والاعتداءات الأمنية والحرق، هي الملاذ الأخير لحكومة الفشل
حقل الدولاب: الإيقافات والاعتداءات الأمنية والحرق، هي الملاذ الأخير لحكومة الفشل

حقل الدولاب: الإيقافات والاعتداءات الأمنية والحرق، هي الملاذ الأخير لحكومة الفشل

نفّذ يوم أمس الإثنين 15 فيفري 2021 معتصمو الدولاب وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية القصرين للمطالبة بالتنمية والتشغيل واجهتها قوات الأمن التي كانت متمركزة هناك لحماية مقر الولاية بوابل من الغاز المسيل للدموع بشكل مفرط ومبالغ فيه واعتداءات لفظية ومادية مهينة في حق الشباب الأعزل الذي أراد أن يُبلغ صوته لوالي الجهة بعد ظنهم أنه أصم أخرس كفيف لا يقدر لا على السمع ولا البصر ولا الكلام من مسافة بعيدة.. أرادوا أن يُسمعوه أصواتهم من وراء أبواب الولاية لعله يُصغي لهم من قريب. وقد حوّلت قوات البوليس الوقفة السلمية لأبناء الشعب إلى مواجهات بين الطرفين ومطاردات للمحتجين أسفرت عن إيقاف 11 شابا كانوا من بين المحتجين السلميين أمام الولاية.

ومنذ صباح اليوم تحولت أمهات الموقوفين وأهاليهم صحبة المعتصمين إلى حقل الدولاب في مسيرة تتقدمها النساء وأمهات الموقوفين للاحتجاج والمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم أمام قوات الأمن التي كانت متمركزة بحقل الدولاب. وحين اقتربوا من المنشأة النفطية انهالت عليهم قوات البوليس بالسب والشتم والاعتداء والغاز المسيل للدموع. وتحولت الحركة بعد ذلك إلى مواجهات تخللها إطلاق الرصاص الحي في الهواء لترهيب المحتجين وثنيهم عن الاقتراب من الحقل تخللتها مطاردات في محاولة لإيقاف البعض منهم. هذا وقد قامت قوات الأمن عشية يوم أمس بحرق خيام المعتصمين وإتلافها لمنعهم من العودة إلى الاعتصام مجددا حسب ما أفاد به السادة “ربيع السماتي أحد منسقي الاعتصام وخالد خضراوي أحد المعتصمين” لصوت الشعب.

وقد أكد المعتصمون على عزمهم العودة يوم غد إلى حقل الدولاب للمطالبة بحقوقهم رغم المخاطر التي تنتظرهم من قبل القوات الأمنية المتمركزة بمكان الاعتصام.
هذا وقد وجه صباح اليوم محمد رؤوف الخضراوي منسق اعتصام الدولاب نداءا إلى المجتمع المدني ونواب الجهة للتدخل للحد من الاعتداءات على المعتصمين وضرب حرية التعبير والتظاهر وحثهم على مزيد دعم المحتجين .

إنّ ما تمارسه قوات الأمن مؤخرا من اعتداءات وهرسلة على المحتجين في مختلف مناطق البلاد التي تشهد احتجاجات شعبية للمطالبة بالعيش الكريم يعتبر تعدي صارخ على المكسب الوحيد للثورة التونسية ألا وهو حرية التعبير والتظاهر. ويترجم الرغبة الجامحة لمنظومة الفشل للعودة إلى دولة البوليس والتضييق على الحريات من أجل التغطية على عجزها وفشل خياراتها العقيمة تجاه مطالب الشعب المشروعة.

إنّ اتساع رقعة الاحتجاجات وتوجه الحكومة نحو المعالجة الأمنية هو خير دليل على إفلاس منظومة الحكم التي تقودها حركة النهضة وبالشراكة مع خادمي الفاسدين والدوائر المالية الأجنية. إنّ الشعب التونسي اليوم مطالب بأكثر من أيّ وقت مضى بتنظيم صفوفه وتوحيد ممارسته النضالية من أجل كنس منظومة الحكم التي دمّرت الشعب ورهنت البلاد وماضية نحو بولسة الدولة والعودة إلى مربع القمع والعنف وتكميم الأفواه. وعلى وجه الخصوص أهالي القصرين مطالبين بالدفاع عن مطالبهم التي استشهد أبناؤهم من أجل العيش الكريم إبان ثورة 14 جانفي، وعلى معتصمي الدولاب التشبث بحقهم في النضال والمطالبة بحقوقهم المشروعة خاصة وأنهم فقدوا إثنين من أبنائهم أثناء الاعتصام بحقل الدولاب وأن لا يرضخوا للترهيب والقمع الذي يماس ضدهم، وعلى القوى الحية في جهة القصرين مزيد دعم الحركات الاحتجاجية بسرقاز ماجل بلعباس والدولاب والسبيطلة والفلاحين… فمزيدا من النضال ومزيدا من النتظم من أجل كنس منظومة العمالة والتفقير التي ستفقد قريبا آخر ملاذ لها ألا وهو المعالجة الأمنية.

إنّ المنظومة المعادية للشعب تتهاوى يوما بعد يوما وترتبك أكثر وهو يرجّح سقوطها قريبا إذا ما تمّ تشبيك مختلف الحركات الاحتجاجية وتنظيمها وتحديد أهدافها وتسليحها بالشعارات الضرورية التي تخدم مصالح الشعب التونسي وتحقق مطالب الثورة المجيدة.
فالسراح لموقوفي الدولاب… ومعا من أجل وضع حدّ للقمع وهرسلة المحتجين.

كـمـال فـارحـي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×