الرئيسية / صوت العالم / الحركة الماركسية اللينينية والدعم اللامشروط للمقاومة الفلسطينية (الجزء الثاني)
الحركة الماركسية اللينينية والدعم اللامشروط للمقاومة الفلسطينية (الجزء الثاني)

الحركة الماركسية اللينينية والدعم اللامشروط للمقاومة الفلسطينية (الجزء الثاني)

مرتضى العبيدي

مواصلة لمقالنا المنشور في العدد السابق للجريدة، نستعرض اليوم بعض مظاهر دعم الأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية ومساندتها للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة. وقد تعرضنا في المقال السابق لمواقف بعض الأحزاب في القارة الأوروبية (فرنسا، إيطاليا، اسبانيا) التي تساهم بعض حكوماتها بصفة مباشرة في العدوان على الشعب الفلسطيني، وخاصة حكومة ماكرون الصهيونية التي نصّبت نفسها ومؤسساتها وإعلامها مدافعا رسميا عن الكيان الصهيوني. ونتعرض في هذا العدد لمساهمات الحزب الشيوعي في بينين (افريقيا) والحزب الشيوعي الماركسي اللينيني بالاكوادور (أمريكا اللاتينية) لما لهذين الحزبين من إشعاع وحركية في محيطهما القاري.
فمنذ بداية العدوان على غزة، بادر الحزب الشيوعي في البينين إلى تخصيص عدد من جريدته الأسبوعية “الشعلة” إلى القضية الفلسطينية، إذ تناول العدد 519 الصادر في 13 نوفمبر المحاور التالية :
ـ نشأة دولة إسرائيل / حروب العدوان وعمليات الضمّ التدريجي للأراضي الفلسطينية / المقاومة البطولية للشعب الفلسطيني وآفاقها / ليختمه بنشر بيان الحزب تحت عنوان “لا للعدوان الإجرامي على غزة” والذي نقرأ فيه :
“… إنّ صرخات السخط المتصاعدة منذ 7 أكتوبر 2023، من الإمبرياليين الأمريكيين والفرنسيين وغيرهم من الغرب أظهرت النفاق الوقح لأولئك الذين أغمضوا أعينهم على أعمال الإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة الإسرائيليون منذ سنوات، وعلى وحشية قصف غزة حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بتدمير المنازل والمدارس والمستشفيات وبفرض حصار شامل بقطع الماء، والكهرباء، والغاز، كما أظهرت الدعم الضمني من “المجتمع الدولي” الذي يمارس التعاطف الانتقائي والمعايير المزدوجة تجاه الشعب الفلسطيني.
ومن خلال قيامها بهذا العمل الشجاع والبطولي في 7 أكتوبر 2023، أثبتت المقاومة الفلسطينية أنّ كل من فكّر أنّ القضية الفلسطينية دُفنت كان مخطئا. وإلى أن يتم تدمير الصهيونية، لن يكون هناك سلام في فلسطين. لكن الصهيونية لن يتمّ تدميرها برمي أيّ كان في البحر، ولكن من خلال إقامة دولة علمانية في فلسطين، ديمقراطية وشعبية حيث يتعايش اليهود والمسلمون والمسيحيون واللادينيون بسلام.
ـ أوقفوا القصف على غزة !
ـ عاشت مقاومة الشعب الفلسطيني البطولية !”
أمّا الحزب الاكوادوري، فقد برز بمتابعته الدقيقة لأطوار الحرب على غزة وتنظيمه لعدة تظاهرات للدعم والمساندة شاركت فيها مختلف منظماته الشبابية والنسائية والنقابية إلى جانب المكونات الديمقراطية للمجتمع الاكوادوري وعلى رأسها منظمة “الوحدة الشعبية”.
فمنذ انطلاق الحرب لم يخلُ عدد من أعداد صحيفته الأسبوعية “إلى الأمام” من مقال أو أكثر حول القضية، إذ نقرأ في العدد 2068، بتاريخ 11 أكتوبر، “فلسطين تقاوم بكرامة وشجاعة” / و”أفكار حول فلسطين” وهو نص حول فلسطين موجّه للشباب يستعرض القضية الفلسطينية بطريقة تعليمية ذكية لشرح أبعادها التاريخية وصولا إلى واقعها الراهن. أمّا العدد 2069، بتاريخ 18 أكتوبر، فنقرأ فيه “دولة الكيان الصهيوني تمارس الإرهاب والإبادة الجماعية” / “الكفاح الفلسطيني من أجل العيش وتقرير المصير” وهو مقال يستعرض مختلف الحروب العدوانية التي شنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية المجاورة” / كما نُشر في نفس العدد بيان الندوة الدولية بعنوان “الندوة الدولية تندد بالعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني”. وفي العدد 2070، بتاريخ 25 أكتوبر، تعرّض المقال إلى حملات التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي عمّ جميع أرجاء العالم. وفي العدد 2071، بتاريخ 1 نوفمبر، تم نشر “لائحة المساندة الصادرة عن الجلسة العامة للجبهة الشعبية المنعقدة يوم 28 أكتوبر”. وقد استقبلت هذه الجلسة خلال انعقادها مندوبا عن السفارة الفلسطينية الذي شكر التضامن النضالي لمنظمات الجبهة الشعبية التي قامت منذ بدء هذه المرحلة الأخيرة من العدوان على فلسطين بتحركات شعبية رافضة له. وأدان التلاعب الذي تمارسه الإمبريالية الأمريكية الشمالية والحكومة الإسرائيلية بالرأي العام العالمي، لأن الصراع مع إسرائيل لم ينشأ مع انطلاق عملية “طوفان الأقصى” بل منذ 75 سنة من الاحتلال الجائر.
كما نشر الحزب على موقعه الالكتروني “أوبسيون” مقالا بعنوان “حقيقة نضال الشعب الفلسطيني” كتبه البروفيسور ستالين فارغاس واستعرض فيه أطوار القضية الفلسطينية، وتعرّض خاصة إلى حملات التشويه والمغالطات وقلب الحقائق التي يتعرض لها نضال الشعب الفلسطيني التي تتكفل بها وسائل الدعاية الامبريالية الصهيونية، وضرورة التصدي لها من قبل أحرار العالم بكل ما أوتوا من قوة الحجة، رغم محدودية الإمكانيات. فنقرأ بهذا الصدد : “… وفي حرب المعلومات، تبرر وسائل الإعلام الرئيسية تصرفات إسرائيل وتشيد بالإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني. وتخفي هذه الوسائل علامات التضامن مع فلسطين وشعبها التي تنمو في الدول العربية، في أوروبا، في الولايات المتحدة، في أمريكا اللاتينية وفي بلادنا.
إنّ الصهيونية الإسرائيلية تسعى بدعم من الولايات المتحدة إلى القضاء على الشعب الفلسطيني، لكنها تصطدم بواقع : هذه المهمة لن تكون سهلة عليها لأنها تواجه الشعب الفلسطيني الذي يمثل مثال الكرامة والمقاومة للشعوب والعمال في العالم.
وعلينا أن نواجه حرب المعلومات، ونتحرى الواقع وننشره، لتجنب الوقوع في فخ وسائل الإعلام الكبرى ومصالح القطاعات المهيمنة. فلنتذكر كلمات مالكولم اكس المدافع الأفروـ أمريكي عن حقوق الإنسان والحريات المدنية الذي قال : “احذروا وسائل الإعلام القادرة على جعلكم تكرهون المظلوم وتحبون الظالم”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×