الرئيسية / عربي / الدكتور كمال أبو عون أمين سرّ المكتب السياسي لحركة حماس بإقليم غزّة في حوار حصري مع “صوت الشعب”:
الدكتور كمال أبو عون أمين سرّ المكتب السياسي لحركة حماس بإقليم غزّة في حوار حصري مع “صوت الشعب”:

الدكتور كمال أبو عون أمين سرّ المكتب السياسي لحركة حماس بإقليم غزّة في حوار حصري مع “صوت الشعب”:

ما تعيشه منطقة رفح فظيع ووحده الشعب الفلسطيني من يقرّر مستقبل قطاع غزّة

منذ الملحمة التي خطّتها فصائل المقاومة الفلسطينية من بينها حركة حماس بانطلاق عملية طوفان الأقصى يوم 07 أكتوبر 2023، والشعب الفلسطيني صامد وموحّد كما عرفناه منذ احتلال فلسطين، فرغم تتالي المجازر وارتفاع أعداد الشهداء والجرحى والمهجّرين ونسف كلّ مظاهر الحياة، فقد عجز الكيان الصهيوني المحتلّ عن استهداف المقاومة والقضاء عليها كما خطّط بدعم وإسناد مخزي من الأنظمة المساندة له عربيا ودوليا. وأمام صمت هذه الأنظمة تتواصل مجازر هذا الكيان الصهيوني عبر استهداف منطقة رفح التي هُجّر إليها أغلب سكان قطاع غزّة أمام مرأى العالم.
حصريا، التقت “صوت الشعب” الدكتور كمال أبو عون أمين سرّ المكتب السياسي لحركة حماس بإقليم قطاع غزة، الذي فقد بدوره أغلب أفراد عائلته واستشهد أبناؤه وبناته وأحفاده، وأجرت معه الحوار التالي:

بداية، لو تطلعنا على آخر المستجدّات ميدانيا

في البداية يشرّفنا أنّ نتوجّه إلى الشعب التونسي عبر صحيفتكم العظيمة، ونحن نعتزّ بكلّ شعوبنا العربية وخاصة شعوب المغرب العربي. وبخصوص المستجدّات الميدانية، ما حدث يوم 7 أكتوبر شكّل تحوّلا استراتيجيا في تاريخ الصراع مع المحتلّ الصهيوني، فلقد أحدث زلزالا في المنطقة كلّها ولن تمحى آثاره أبدا وهو بداية انهيار سريع لهذا الكيان.
أمّا على المستوى العسكري، فإنّ الوضع جيّد جدّا والمقاومة مازالت تؤدّي عملا مميّزا على الأرض رغم اجتماع كلّ قوى الشرّ من الأنظمة الأمريكية والأوروبية، فالحرب اليوم هي حرب عالمية ثالثة بكلّ معنى الكلمة وهي حرب على بقعة صغيرة من الأرض لا تتجاوز 360 كيلومترا وعدد سكّانها تقريبا 2 مليون، وكلّ العالم بكلّ طاقاته يحاول تقديم الخدمات إلى هذه القوّة والاعتداء على قطاع غزّة الذي فرض عليه الحصار منذ أكثر من 17 عاما.
وعلى مستوى المدنيّين، فبعد فشل الاحتلال في تحقيق أيّ هدف من الأهداف التي وضعها لنفسه، فقد لجأ إلى القتل والتشريد بحقّ المدنيّين الأبرياء، فعدد الشهداء قد بلغ 28340 شهيدا و67983 جريحا، علاوة على عدد المجازر التي ارتكبت في قطاع غزة والتي بلغت أكثر من 2457 وحوالي مليون ونصف نازحا. هؤلاء نزحوا من مناطق الشمال إلى الجنوب وتمّ قطع الماء والكهرباء والطعام عنهم، وحاليا وفي منطقة الشمال يوجد 600 ألف نسمة بعد نزوح أكثر من 400 ألف ساكن إلى المناطق الجنوبية، وهم يعيشون بعد الهدنة الأولى دون ماء وكهرباء وطعام. ولم تدخل المساعدات مناطق الشمال، حتى أنّ السكّان قد بدأوا في أكل علف الحيوانات، ولا يتمكن أيّ فرد سوى الحصول على ربع لتر من الماء الصالح للشرب.

جرائم الكيان الصهيوني متواصلة ضدّ الشعب الفلسطيني، وقد تطوّرت الأوضاع في رفح مؤخّرا، لو تشرح لنا الأسباب وما هي النتائج المنتظرة؟

ما تعيشه منطقة رفح فظيع، هناك عدد كبير من السكّان الذين نزحوا إلى رفح، فعدد السكان قبل الحرب كان في حدود 300 ألف نسمة، والآن وبعد التهجير إلى المنطقة فقد بلغ عدد السكّان مليون و300 ألف نسمة، وفي الأيّام الأخيرة أصبحوا معرّضين إلى القصف الصهيوني المتواصل، وأنا أجري الحوار معكم يحدث قصف في معظم المناطق، في رفح والمنطقة الوسطى ومنطقة النصيرات ومنطقة دير البلح، وهو ما أدّى إلى ارتفاع عدد الشهداء والجرحى.بالتوازي مع تواصل

العدوان، انطلق محمود عبّاس في القيام بجولة في المنطقة بداية من قطر، ما هو سياقها؟ وكيف تنظرون إلى حاضر العلاقة ومستقبلها مع سلطة رام الله؟

حقيقة أشعر أنّهم جزء من المؤامرة وهم من أوصل الشعب إلى هذا المستوى المتدنّي من الخنوع. الآن يكفي مهزلة وخنوعا، فقول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس “أنّنا على استعداد للعيش تحت الاحتلال” لا يقبله أيّ طفل فلسطيني أو أيّ إنسان شريف حرّ. وهنا أقول له نعم لنخسر كلّ شيء مقابل ألاّ نخسر كرامتنا.

المفاوضات غير المباشرة انطلقت في القاهرة حول الرهائن ومآل العدوان، أيّ مستقبل لهذا المسار في ظل تزايد العدوان؟

صحيح تمّ تقدّيم عدّة مقترحات آخرها مقترح “باريس” الذي حظي بموافقة المجتمعين حوله وأرسلوه إلى حركة حماس لمعرفة رأيها بشأنه. وطبعا المقترح لا يتضمّن جديدا، وقد تمّ توجيه الملاحظات وتسليمها إلى المصريين والقطريين. أمّا بخصوص مستقبل هذه المسارات، فهو يعتمد على قوّة الصمود في الميدان للمقاومين وعلى جدّية الدول التي ترعى هذه الاتفاقات وكيف تضغط على الاحتلال لإنهاء هذه المهزلة وهذا الإجرام الذي لم يعرفه التاريخ أبدا.

المقاومة الفلسطينية صامدة ونجحت في المحافظة على قدراتها العمليّاتية العالية، ما سرّ حفاظها على هذه القدرة في ظلّ وضع صعب؟

إنّ المقاومة صامدة في الميدان بفضل المقاومين الذين يؤمنون بصدق قضيتهم. فالمقاومة قد أعدّت مجاهديها على موائد القرآن وعلى أخلاقيات الإسلام وعلى صدق الانتماء للوطن. فمجاهدو المقاومة يؤمنون بحقّهم، وكلّ هذا أيضا في ظلّ وجود قيادة حكيمة نجحت في الإعداد والتخطيط والتنفيذ.

حذّرت المقاومة من فرض سياسة التهجير بحق الشعب الفلسطيني، ميدانيا جرائم الكيان الصهيوني متواصلة لفرض هذه السياسة، كيف ستتصدى المقاومة لذلك؟

لقد حاول الاحتلال الصهيوني فرض سياسة التهجير بحقّ الشعب الفلسطيني وهذا ليس جديدا عليه، فنحن شعب مهجّر منذ أكثر من 75 عاما. والكلام حول التهجير يتنزّل في إطار الدعاية للأحزاب الصهيونية التي كانوا يبثّونها في انتخاباتهم الأخيرة. ولكن هذه السياسية تمّ إفشالها بفضل صمود الشعب الفلسطيني، فرغم القتل والاعتقالات وهدم البيوت وقصف المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء ومحاولات إعدام مظاهر الحياة في مناطق الشمال والجنوب والوسط من قطاع غزّة إلاّ أنّ كلّ المتساكنين صامدون في أرضهم رغم تواصل القصف في جميع المناطق.

هل تتعرّض فصائل المقاومة إلى ضغوطات في علاقة بملف الأسرى؟

منذ بداية المعركة، مورست ضغوطات على فصائل المقاومة عبر استهداف المدنيّين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، ولكنّنا نقول لهم نحن على استعداد من أجل بذل كلّ ما نملك في سبيل الله وفي سبيل قوّتنا وكرامتنا وفي سبيل عزّة الأمّة.

كيف تنظرون إلى مستوى الإسناد الذي يقوم به محور المقاومة في الجوار؟ وهل تأملون أن يتمّ الرفع من هذا النسق؟

حقيقة إنّنا نتوجّه بالتحيّة إلى كلّ إنسان ساند المقاومة ولو بكلمة، ونثمّن الدور اللبناني وموقف حزب الله وبعض الدول التي ساندت الشعب الفلسطيني، ونخصّ حقيقة بالذكر الشعب اليمني العظيم، فرغم بعد المسافة إلاّ أنّهم كانوا من أقرب الدول العربية إلينا وأقرب من دول الطوق بجانب فلسطين. فالحقيقة الموقف اليمني كان موقفا محترما.

في تقديركم، ماهي أفضل السّبل لاستثمار انتصارات المقاومة وصمود الشّعب الفلسطيني وتفويت الفرصة على الأنظمة الرّسمية العربية؟

حقيقة إنّ ما حدث يوم 7 أكتوبر يُعدّ شرفا عظيما لمعظم الأمّة العربية والإسلامية لو تمّ استغلالها بأفضل شكل، لكن وللأسف هناك دول عربية متخاذلة ومتآمرة. ونحن كنّا نأمل في إسناد أفضل وأن تتبنّى الدول العربية القضية الفلسطينية بشكل أفضل، فقضية القدس لا تخصّ الفلسطينيّين وحدهم بل تخصّ كلّ إنسان مسلم وحرّ مؤمن بقضيته وبدينه وبإنسانيته. فنحن نرى أنّ دول الغرب أساسا الولايات المتحدة الأمريكية ساندت الكيان الصهيوني بالسلاح وفي المنظمات الدولية ومقابل ذلك تتحدّث بعض الدول العربية عن القضية بحياء، وحقيقة هذا مخزي ولم نكن نتمنّاه.

التضامن مع الشّعب الفلسطيني متواصل في دول أوروبيّة مقابل تراجعه في الدّول العربيّة، ما هو تعليقكم؟

صحيح أنّ التضامن من شعوب الدول الأوروبية إلى اليوم أفضل من الدول العربية التي لم نعد نرى فيها مسيرات تقريبا، بل إنّ المسيرات في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية أفضل بكثير من المسيرات في الدول العربية، ويكفينا شرفا أنّ دولة مثل دولة جنوب إفريقيا قد تقدّمت بقضية في المحاكم الدولية ضدّ الاحتلال الصهيوني.

قوى العدوّ الصهيوني تتحدث مرارا عن مرحلة ما بعد الحرب، من وجهة نظر المقاومة من بينها حركة حماس، هل من الممكن أن تحدّثونا عن مستقبل غزة؟

إنّ مستقبل غزة بعد الحرب يحدّده الشعب الفلسطيني وحده، ولا يحدّده الكيان الصهيوني ولا أيّ دولة من دول العالم. فهل يقبل أحد أن يفرض عليه من يمثّل بلده؟ فالشعب وحده من يقرّر من يمثله.

ماهي رسالتكم إلى الشّعب التّونسي؟

من خلال الشعب التونسي الحبيب، نقول أنّنا نعتبر أبناء أمتنا العربية العمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينية خاصة إخوتنا في المغرب العربي. نحن نعتزّ بكلّ عمل إيجابي صادر من الشعب التونسي العظيم سواء على مستوى المواقف السياسية أو على مستوى مساعدة الجرحى الفلسطينيّين المتواجدين في تونس للعلاج. وبالمناسبة، أقول لجميع الشعوب العربية والشعب التونسي بالذات إنّ قضية القدس لا تمثل فقط الفلسطينيّين وحدهم بل هي قضية كلّ إنسان يحترم إنسانيته، فنحن شعب محتلّ منذ أكثر من 75 عاما، نعاني الاحتلال والتشريد والقتل وتاريخ 7 أكتوبر 2023 لم يكن بداية للأحداث بل هو جزء ممّا يتعرّض له الفلسطينيّون، ونحن نأمل أن تكون المواقف أكثر صلابة شعبيا ورسميا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×