الرئيسية / صوت الجهات / مواصلة في استغباء أهالي القصرين، وفد حكومي يزور الولاية لمدة أربعة أيام
مواصلة في استغباء أهالي القصرين، وفد حكومي يزور الولاية لمدة أربعة أيام

مواصلة في استغباء أهالي القصرين، وفد حكومي يزور الولاية لمدة أربعة أيام

كما كان منتظرا حلّ صباح اليوم الأربعاء 24 فيفري وفد حكومي بولاية القصرين في مهمة “إدارية تقنية” من أجل حلحلة الإشكاليات العالقة بالجهة والخاصة بالتنمية والتشغيل والتي أقرتها مجالس وزارية سابقة والبحث عن الإخلالات والأسباب التي حالت دون تنفيذها. ويشار إلى أنّ 106 قرارا وزاريا سابقا بقيت حبرا على ورق. ولعلّ أهم هذه القرارات، بعث منطقة للتبادل الحر بتلابت، إحداث قرية استشفائية ببولعابة، إحداث مركز دولي للتربصات بالشعانبي وتحويل المستشفى الجهوي بالقصرين إلى مستشفى جامعي حسب ما صرح به والي القصرين عادل مبروك.
هذا وقد سبق هذا الوفد الحكومي مجلسا وزاريا. ومن المنتظر أن يعقد لاحقا بولاية القصرين من أجل إقرار جملة من القرارات لفائدة الجهة حسب نفس المصدر.
وفي الوقت الذي تُحاصر فيه الحكومة من كل الزوايا، شعبيا، سياسيا ودستوريا يسعى رئيسها الذي يعتمد على سياسة الهروب إلى الأمام إلى محاولات مختلفة من أجل فك الحصار على نفسه وعلى ما تبقى من حكومته متجها إلى المناطق الساخنة والتي من الممكن أن تنفجر قريبا باحتجاجات شعبية عارمة يصعب التحكم فيها أو احتواؤها مثل قفصة والقصرين وسيدي بوزيد… ليحط رحال وفده الحكومي المتكون من 23 مديرا ومديرا عاما من مختلف الوزارات بولاية الشهداء من أجل إيهام أهالي القصرين بمشاريع وهمية وأموال خيالية وتخطيط جنوني سينقذهم من الفقر والخصاصة والحرمان.
وفد حكومي يقال إنه سيبحث عن أسباب تعطل تنفيذ المشاريع والحال أنّ السبب واحد والجميع يعلمه ولا يستحق فريقا تقنيا. السبب ظاهر، هو فشل منظومة الحكم وغياب إرادتها السياسية في تحقيق العيش الكريم للمواطنين. إنه وفد المغالطة والوهم والعبث.
وفد مضيعة للوقت يسعى إلى مغالطة أهالي القصرين بأنه سيجد الحلول لتنفيذ قرارات أربعة مجالس وزارية سابقة والحال أنّ هذه الحكومة نفسها لم تنفذ شيئا من برنامجها إن كان لها برنامجا أصلا. وانقلبت على أغلب الاتفاقيات مع المحتجين والمنظمات الوطنية. حكومة لم تقدم للشعب إلاّ مزيدا من الخراب والدمار والقمع والتنكيل ولم تقدم للوطن إلا مزيدا من الارتهان والتقدم بخطى حثيثة نحو خوصصة المؤسسات والمنشآت العمومية. فكيف لهم أن يقنعوا أهالي القصرين بأنّ هذا الوفد سيكون المنقذ من الفقر وعلى يده سيتحقق التمييز الإيجابي ويعم الخير وينجلي الفقر وتعمّ السعادة على أهالينا؟ فكيف سيستفيد الفلاح والمعطل والتاجر وصاحب المشروع الصغير في إحدى معتمديات القصرين أو يتغير وضعه الاجتماعي بمجرد قرية استشفائية ببولعابة؟ كيف سيسفيد آلاف المعطلين عن العمل بمجرد إحداث مركز دولي للتربصات بالشعانبي؟ وكيف سيتشجع المستثمر بالانتصاب بماجل بلعباس مثلا بمجرد تحويل المستشفى الجهوي إلى مستشفى جامعي؟ وهل بهذه المشاريع ستصبح المقدرة الشرائية للمواطن مناسبة وبفضلها سيتم التخفيض في سعر الأعلاف والأدوية والأسمدة الفلاحية؟
إنه استغباء لأهالي القصرين من قبل الحكومة وعبث بالبلاد ومصالح العباد. وإنه من المؤكد أنّ عمل الوفد المرتقب سيبقى أيضا حبرا على ورق كما بقيت قرارات المجالس الوزارية السابقة، لسبب بسيط هو إفلاس منظومة الحكم وغياب البرامج الشعبية التي تحفظ حياة المواطنين…
ما كلّ هذا الاستغباء لأهالي القصرين، بل يتمادى الوالي ليطلب أو يستجدي الأهالي والمنظمات لضبط النفس وعدم التشويش على عمل الوفد الموقر الذي يمتلك العصى السحرية لإنقاذ القصرين من الفقر والتهميش…
فهل ستستمر سياسة ضبط النفس ويكون لكلام الوالي وقع لدى المعنيين؟ أم أنّ تمرّدا ما قادم يعصف بمغالطات الوفد الحكومي؟

كــمـال فـارحــي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×