الرئيسية / الافتتاحية / تحذير للسّلطات التّونسيّة
تحذير للسّلطات التّونسيّة

تحذير للسّلطات التّونسيّة

حذّرت الحكومة التي تدير العاصمة الليبية طرابلس الاثنين، السلطات التونسية من أنّ عدم التنسيق معها في ما يتعلّق بتأمين الحدود بين البلدين لن يحقّق لها الاستقرار، في إشارة إلى الجدار الحدودي الذي تقوم تونس ببنائه. وقالت الحكومة التي لا تحظى باعتراف دولي في بيان تلقّت وكالة فرانس برس نسخة منه إنّ “أيّ إجراء يخصّ تأمين الحدود بين البلدين ينبغي أن يكون نتيجة تحاور وتنسيق بين البلدين وأنّ أيّ إجراء أحادي لا يحقّق الاستقرار والأمن المنشود”. وأضاف البيان “ندعو السلطات التونسية إلى المزيد من الحوار والتنسيق مع السلطات الليبية لتأمين الحدود بين البلدين”، متّهمة السلطات التونسية بـ”المماطلة”.

 وكان رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد أعلن الأسبوع الماضي عن تسريع عملية بناء “جدار ترابي وراءه خندق” على جزء من الحدود بين تونس وليبيا التي تخضع من الجهة الليبية لسلطة الحكومة غير المعترف بها دوليا. وأوضح أنّ السلطات اتّخذت قرارا بإقامة هذا الجدار وشرعت في بنائه منذ مقتل 21 سائحا أجنبيا في هجوم استهدف في 18 مارس/آذار الماضي متحف باردو وسط العاصمة تونس. وقال من جهته المقدم بلحسن الوسلاتي الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع أنّ الجيش شرع منذ 10 ابريل/نيسان في بناء “جدار ترابي وخندق” على طول 186 كلم على الحدود مع ليبيا، متوقّعا استكمال البناء “نهاية 2015”. وتشهد ليبيا صراعا على السلطة منذ إسقاط النظام السابق عام 2011 تسبب بنزاع مسلح قبل عام وبانقسام البلاد بين سلطتين، حكومة يعترف بها المجتمع الدولي في الشرق، وحكومة مناوئة لها تدير العاصمة منذ اب/اغسطس 2014 بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمّى “فجر ليبيا”. ووفرت الفوضى الأمنية الناتجة من هذا النزاع موطئ قدم لجماعات متشددة في ليبيا بينها الفرع الليبي لتنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) ومطارها. وكانت السلطات التونسية أعلنت أنّ منفّذي هجوم متحف باردو، والمهاجم الذي قتل 38 سائحا أجنبيا في هجوم برشاش كلاشنيكوف على فندق في سوسة، تدرّبوا في ليبيا.  وترتبط تونس وليبيا بحدود برّيّة مشتركة تمتدّ على نحو 500 كلم. وينتشر على طول هذه الحدود تهريب السّلع والمحروقات، وأيضا الأسلحة والمخدّرات.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×