الرئيسية / صوت الثقافة / عمر حفيّظ: “ستمرّ تونس بأيّام عسيرة”
عمر حفيّظ: “ستمرّ تونس بأيّام عسيرة”

عمر حفيّظ: “ستمرّ تونس بأيّام عسيرة”

omarكان الخوف قبل 14 جانفي متمكّنا من النّفوس،،، مستبدّا بها ،،، ولا غرابة في ذلك،،، ولا لوم على من خاف،،، لأنّ الخوف كان قديما،،، خوف خميسن سنة من عهد بورقيبة إلى حدود 14 جانفي ،،، خوف غذّته أسطرة بورقيبة وتحويله إلى كائن متعال،،، لا يخطئ،،،

/////////////////////////
ولمّا كان العقل السّياسيّ العربيّ يشتغل بالمماثلة بين اللّه والحكّام أو الزّعماء،،،،، كما يشير إلى ذلك الجابري،،،، فإنّ بورقيبة بدأ التأسيس لمرحلة الزّعيم الإلاه،،، الحكيم الذي لا يخطئ والذي له الحقّ في معاقبة أبنائه….كيفما أراد،،، ومتى أراد
/////////////////////
وجاء الزّين فواصل الأسطرة بالحديث عن إنقاذ البلاد وإخراجها من النفق المظلم،،، وأخرج للنّاس ميثاقا أمضى عليه من تعرفون ،،،من قالوا: اللّه في السّماء والزّين في الأرض —- نذكر هذا للتّاريخ فقط ولحفظ جزء من الذّاكرة السّياسيّة،،،وليس للإدانة،،،
لذلك تحدّثت عن المماثلة بين اللّه والحكّام في اشتغال العقل السّياسيّ العربيّ،،،،،
///////////////
ولم يُمض على ذلك البيان — للتّاريخ نذكر هذا ولحفظ جزء من الذّاكرة
السّياسيّة،،، لم يُمض إلاّ حزب العمّال آنذاك وحذّر من دولة البوليس—–
وواصل النّظام السّاقط الأسطرة عن طريق الإيهام بأنّ كلّ تونسيّ عليه حسيب رقيب،،،وقد صدّق التونسيّون ذلك،،،فازدادوا غرقا في الخوف،،،
///////////////
جاء يوم 14 جانفي لينهي الخوف ويعلن حالة من شجاعة السّؤال والمواجهة،،، وليس أدّل على ذلك من مواجهة الرشّ وصولا إلى اغتيال الشّهيدين شكري بلعيد والجاج البراهمي من قبل الإرهابيّين التّكفرييّن ،،، والشّهيد محمّد بالمفتي من قبل البوليس ،،، في قفصة،،،
////////////////
ما الذي بقي الآن؟؟؟؟؟؟؟؟
حكّامنا الجدد يريدون زرع الخوف من جديد في التّونسيّين،،، وما يحدث من قمع للمظاهرات والمسيرات هنا وهناك،،، دليل على ذلك،،، وأهمّ ما يعوّلون عليه هو شعار: إنّكم ستجوعون أكثر ،، إذا لم يتمّ تمرير قانون المصالحة،،،،
////////////
مسألة الـتّمرير لا تعنيني الآن،،،
ما يعنيني هو أنّ قانون المماثلة تزعزع ،،، وزعزه من كانوا يِؤمنون به أو يريدون حمل النّاس على الإيمان به ،،،
1ـ  زعزعته النّهضة (اللي تخاف ربّي، بما عاناه أثناء حكمها التّونسيّون إلى حدّ أنّهم اعتبروا أنّ الباجي قائد السبسي المنقذ من الضّلال،،، وإلى حدّ أنّ المنظّر خالد شوكات قال في شطحة من شطحاته الـ(س) وفيّة أنّ الباجي قايد السّبسي هبة ربّانيّة لإنقاذ البلاد،،،
2ـ وزعزه نداء تونس بما يطرحه الآن من مبادرات لن تزيد التّونسيّين إلاّ إصرارا على تأكيد شعار “””أنّ الأعمار بيد الأجور والأسعار “””،،، لذك فإنّ التّونسيّين سيدافعون عن أعمارهم لا عن تونس فقط،،، وزعزعوه بما أوقعوا فيه النّاس من الأوهام ، إذ لم يفوا بوعد واحد من عهودهم،،،
//////////////////
سقط قانون المماثلة وسقط معه الخوف بعد أن رأى التّونسيّون دماء الشّهداء،،، لذلك،،، فمن باب النّصيحة لحكّام تونس الآن،:
لا تعوّلوا على القمع بأنواعه المختلفة،،، فالتّونسيّون تعلّموا الجموح والتّمرّد والوقوف ،،، أي تعلّموا حبّ تونس،،، حبّ الوطن،،،،

////////
أ وليس “””حبّ الوطن من الإيمان””””؟ سؤال للشّيخ وللباجي الذّي كان يستشهد في كلّ خطاب بالقرآن الكريم،،،،،،،
ما أكرمكم//// ما أكرمكم…

2015/09/02

* النّاشط الحقوقي والناقد الأدبي عمر حفيّظ

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

17 − 11 =

إلى الأعلى
×