الرئيسية / صوت العالم / بمناسبة الذّكرى 14 لغزو العراق: العراق يعود إلى “العصر الحجري”
بمناسبة الذّكرى 14 لغزو العراق:  العراق يعود إلى “العصر الحجري”

بمناسبة الذّكرى 14 لغزو العراق: العراق يعود إلى “العصر الحجري”

مرّت يوم 20 مارس الجاري 14 سنة على عزو العراق واحتلاله من قبل الولايات المتحدة… ففي مثل هذا اليوم هاجمت Sans titre-1القوات الأمريكية والبريطانية العراق برّا وبحرا وجوّا مستعملة ترسانتها التدميرية لضرب البنى التحتية العراقية من جسور وطرقات ومطارات ولم تسلم حتى المكتبات الوطنية والمتاحف من هذا الدمار الذي لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.

وكان واضحا أنّ الهدف من الغزو ليس الإطاحة بنظام صدام حسين فحسب، وإنما تدمير العراق عسكريا واقتصاديا وحضاريا تنفيذا لمقولة وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر الذي قال سنتين فقط قبل هذا الغزو: “سنعيد العراق إلى العصر الحجري”…

وقد شارك في هذا الغزو البربري إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بعض فصائل المعارضة المسلّحة من داخل العراق التي تشكّلت على أساس عرقي وطائفي لضرب الوحدة الوطنية العراقية في مواجهة الاحتلال. وقد سمحت تركيا والسعودية والكويت للغزاة باستعمال أراضيها وأجوائها لضرب العراق، في حين شكّلت إيران سندا قويا للاحتلال الأمريكي بمساندتها للفصائل الطائفية المعادية لنظام صدام حسين، دون أن ننسى التواطؤ من معظم الأنظمة العربية…

وبعد 14 سنة من هذا الغزو اتّضح بشكل واضح وكما ذهبت إليه كلّ القوى المعادية للامبريالية والاستعمار أنّ الهدف من الغزو هو:

1 –  تحطيم العراق عسكريا وحضاريا واقتصاديا حتى يبقى الكيان الصهيوني هو القوة العسكرية والإقليمية الوحيدة في المنطقة وضرب أيّ قوة أخرى ناشئة معادية لهذا الكيان.

2 – نهب ثروات العراق وفي مقدمتها النفط.

3 – ضرب الحضارة العراقية بوصفها جزءً من حضارة الشرق التي يعتبرها اليمين المتطرف والعنصري الغربي تهديدا للحضارة الغربية.

4 – إقامة نظام سياسي عميل للولايات المتحدة مع تأجيج الصراعات الطائفية والدينية حتى يبقى العراق مقسّما وضعيفا وغير قادر على مقاومة الاحتلال فيسهل بذلك نهب ثرواته.

وعلى خلاف ما بشّرت به الإمبريالية عشية غزوها للعراق فإنّ الواقع أثبت أنّ الديمقراطية لا يمكن تحقيقها بواسطة الدبابات والطائرات والقنابل الإمبريالية، وأنّ الحرية المزعومة التي تحاول ماكينة الدعاية الاستعمارية التسويق لها والادّعاء بأنّ العراق اليوم يعيش الحرية والديمقراطية على أنقاض نظام صدام حسين الاستبدادي فإنّ العراق اليوم هو بلد مستعمر تتحكّم في مصيره القوى العظمى والإقليمية حسب مصالحها الخاصة وتنخره الانقسامات الطائفية والعرقية ويضربه الإرهاب الوحشي…

ورغم قتامة الوضع العراقي الحالي فإنّ إمكانية إنقاذ العراق من الرجوع إلى “العصر الحجري” مازالت قائمة لأنّ الاحتلال مهما طال ومهما تركّز فإنّه إلى زوال بفضل إرادة الشعوب…

عبد الجبار المدوري

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×