الرئيسية / صوت الجهات / ماجل بلعباس: البركان الدائم والانفجار المتواصل
ماجل بلعباس: البركان الدائم والانفجار المتواصل

ماجل بلعباس: البركان الدائم والانفجار المتواصل

تُعرف مدينة ماجل بلعباس منذ زمن الدكتاتورية إلى اليوم بالمنطقة الساخة التي تهابها كل السلط المحلية والجهوية المتعاقبة منذ سنين… نظرا لغضب أهاليها المتواصل واحتجاجهم الدائم على قساوة الظروف المعيشية وتجاهل السلطات لمطالبهم المشروعة والملحة والعالقة منذ زمن طويل..

هذا وقد شهدت الحركة الاحتجاجية بالمدينة الحدودية (ماجل بلعباس من ولاية القصرين) تصاعدا ملحوظا خلال الأشهر الماضية من مختلف الفئات والقطاعات.. (عمال الحضائر.. المعطلون عن العمل.. الفلاحون.. وأعوان الصحة وغيرهم…) لكل منهم مطالبه، ولكن جوبهت كل مطالب المحتجين بمزيد من التجاهل والتسويف ونكران السلطات لناخبيها بمجرد اعتلائهم كراسي الحكم…

فبعد سلسلة من التحركات المتنوعة والمختلفة يضرب الفلاحون اليوم موعدا جديدا مع الاحتجاج والغضب على السلطة العميلة.. مطالبين بصرف منحة تعويضات على أضرار فيضانات 2018 التي وعدت السلطة بصرفها في عديد المناسبات. ولكنها كالعادة تبقى مجرد وعود زائفة من حكام تنكروا لشعبهم لتتواصل بذلك معاناة الفلاحين ويزداد وضعهم بؤسا وتعاسة.

وقد قاد هذا التحرك اتحاد الفلاحين بالجهة وبدعم من اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل بماجل بلعباس وشرائح واسعة من نشطاء المجتمع المدني والغيورين على الجهة وأهاليها.

وقد بدأ هذا التحرك الاحتجاجي للمئات من الفلاحين أمام مقر اتحادهم ثم توجهوا إلى مقر خلية الإرشاد الفلاحي والبلدية ثم المعتمدية أين تجمهروا داخلها وداخل مكتب معتمد الجهة الذي كان متواجدا هناك حيث خاطبهم قائلا:”أنا خدمت خدمتي ومشكلتكم موش معايا مع وزارة الفلاحة” وهو ما اعتبره المحتجون تملصا من مسؤوولياته وطالبوه بالضغط اللازم من أجل نيل حقوقهم.

هذا وقد لوّح رئيس اتحاد الفلاحين بالتصعيد والاعتصام داخل مقر المعتمدية إذا لم يتمّ تحديد آجال لصرف التعويضات والتعامل الجدي مع مطالب منضوريه.

وفي جلسة جمعت كل من معتمد الجهة ورئيس البلدية ورئيس اتحاد الفلاحين تم الاتفاق على تحديد موعد مع والي الجهة (من المتوقع أن يتمّ ذلك هذه الليلة) ومن خلالها يتمّ تحديد لقاء مع وزير الفلاحة لمعرفة مدى جدية تعامل الحكومة مع مطالب الفلاحين.

وللتذكير والعودة للماضي القريب حين احتجّ الفلاحون في اليوم الشهير والملحمة التاريخية التي خاضها فلاحو الجهة يوم 24 جويلية 2019 حيث قمع المحتجون المكالبين بصرف هذه التعويضات إلى التنكيل والقمع ودفع ضريبتها اتحاد المعطلين بالجهة وعديد المحتجين (رش، غاز مسيل للدموع، كسور وجروح بليغة آثارها مازالت إلى اليوم عند المصابين) وتعرّض المنسق المحلي السابق لاتحاد المعطين عبد الله لطيفي لكسور معقدة على مستوى الساق وتمّ التنكيل به بكل وحشية وهو إلى اليوم طريح الفراش بعد سنة تقريبا من الاعتداء، وهو ما يؤكد مدى وحشية التعامل مع المحتجين والمساندين لهم.

هذا ومن المتوقع أن تشهد الجهة تصاعد وتيرة الاحتجاجات في الأيام القادمة خاصة بعد إعلان التنسيقية المحلية لاتحاد المعطلين عن العمل بماجل بلعباس عن توجيه مبادرة لكل الحركات الاحتجاجية وكل المعنيين بالأمر من أجل تجميع المحتجين في حراك موحد مستقبلا تمهيدا للإضراب العام لاحقا من أجل فرض تحقيق المطالب المشروعة لفائدة الجهة. ومن التموقع أن تصدر هذه المبادرة يوم غد الثلاثاء 23 جوان 2020.

كمال فارحي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×