صوت الشعب صوت الحقيقة
قام يوم أمس أهالي أولاد سلامة بقطع الطريق الوطنية عدد 5 احتجاجا على حرمانهم من استغلال الأراضي الفلاحية الدولية التي تحيط بمساكنهم في قريتهم لأنّ السلط المعنية سوّغت الأراضي الزراعية الشاسعة، أكثر من 1200 هكتارا، لمستثمر من الجهة. وقد توجهوا إلى السلط المحلية وطالبوا بتمكينهم من عقود كراء للأراضي المحيطة بمنازلهم أو تمكينهم من مساحة لاستغلالها. لكن دون جدوى.
الملفت للانتباه أنّ هذه الأراضي الدولية قد تمّ التفويت فيها بطريقة مريبة تبعث على الحيرة. فهذه الأراضي محلّ نزاع قانوني بين المستثمر القديم الذي كان يستغلّ الأرض قبل الثورة والذي ربح القضية في طورها الابتدائي للتعويض عن الأضرار. كما أنّ للمتعاضدين من الأهالي مساحة تقدر بـ470 هكتارا لم تقع تسويتها ولم ينتفع بها المتعاضدون. كما قدّم المستثمر الجديد قضايا بعدد من الأهالي استغلوا قطع أراضي قريبة من مساكنهم سيقع عرضهم يوم الاثنين القادم على وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بباجة. وقد عبّر المحتجون عن استعدادهم لتصعيد نضالاتهم حتى الحصول على مطالبهم والحال أنهم خبروا النضال ودروبه.
أهالي أولاد سلامة عاشوا الاستعمار الزراعي زمن التجمع المنحل. وثاروا عن المستثمر الذي كان يستغلّ آلاف الهكتارات ويمنعهم من الرعي بقطعان مواشيهم على حافة الطريق وأطردوه بعد نضال طويل تكبد فيه الأهالي وابلا من قضايا. فتمت محاكمة قرية بأسرها وصدرت أحكام جماعية لنساء ورجال و شيوخ وحتى الأطفال، رغم أن السلط أسقطت حق التصرف في هذه الأرض للمستثمر وعادت الأراضي إلى ديوان الأراضي الدولية الذي استغلها عدة سنوات. وفي آخر المطاف عادت السلط المعنية لسياستها الزراعية القديمة الموروثة عن الاستعمار الزراعي الفرنسي وسياسة النظام البائد. فقد مكنت مستثمر جديد وحرمت صغار الفلاحين والشبان أصحاب الشهائد العليا والمعطلين عن العمل من استغلال مساحة من هذه الأراضي المحيطة بهم .
فالسياسة الزراعية لحكومة ˝الكفاءات˝ تقضي بتجويع قرابة 200 عائلة مقابل استفادة فلاح واحد بآلاف الهكتارات. وهذا يبيّن سوء التصرف في الأراضي الدولية الممتدة على مساحات شاسعة. فالضيعات الدولية كانت وماتزال تسند بالمحاباة والبلاد تشهد عجزا غذائيا منذ الاستقلال إلى اليوم نتيجة هذه السياسات الزراعية الفاشلة.
فيصل السّكفالي
