الرئيسية / عربي / الشّعب الصّامد والمقاومة الباسلة
الشّعب الصّامد والمقاومة الباسلة

الشّعب الصّامد والمقاومة الباسلة

عمار عمروسية

شارف العدوان الإجرامي الهمجي على طيّ شهره الثالث وآلة التّدمير والقتل الصّهيونية مُمْعنة كما لم يحدث في تاريخ البشرية المعاصر في ارتكاب أشنع الفظاعات دون أدنى اِهْتمام للقانون الدّولي والقانون الإنساني.
فالدّولة الصّهيونية وضعت كلّ إمكاناتها الحربيّة والبشريّة بهدف الانتقام والثّأر من شعب “غزّة” ومقاومته التي وجدت الجرأة والشّجاعة فجر 7 أكتوبر لنقل الصّراع الفلسطيني ضدّ دولة الاحتلال الاستيطاني العنصري إلى دائرة جدّ متقدّمة نحو التّحرير النهائي، بما يعنيه من إزالة فعليّة لكابوس الكيان. اندفاعة الأخير نحو “هولوكوست” هذا العصر تتمّ بوتائر تجاوزت كلّ الحدود والأعراف، فجميع مقوّمات الحياة بـ”غزّة” أضحت أهدافا للتّدمير والقصف البرّي والجوّي والبحري. فمساحة “غزة” التي لا تتجاوز 364 كم2 أمطرها العدوّ الصهيوني بأكثر من 65 ألف طن من المتفجّرات، وهو ما يفوق حجم الحِمم التّي أنزلتها الولايات المتّحدة الأمريكية على “أفغانستان” مدّة 3 سنوات.
آلة الاحتلال بمشاركة أمريكيّة وغربيّة سخّرت كلّ أسلحة الدمار والفتك كما لم يحدث لتكون ثمارها حتّى اليوم الـ88 من العدوان حوالي 5% من أهل القطاع موزّعين بين 22 ألف شهيد و57 ألف جريح، يمثّل الأطفال والنساء غالبيتهم السّاحقة التّي تجاوزت 70%.
آلة البطش، ضمن عمل ممنهج، قصفت المشافي والمدارس ودور العبادة (مساجد وكنائس) ومقرّات اللّجوء التابعة للأونروا وجميع الهيئات الدّولية. لم يسلم من القتل لا الصغار ولا الكبار، فالكلّ، وفق منطق الانتقام، أهداف عسكرية كان ضحيتها 160 صحافيا وأكثر من 340 طبيبا وإطارا صحيّا زيادة عن حوالي 145 من العاملين في الجهاز المدنيّ.
لم تترك دولة الاحتلال جريمة إلاّ وأقدمت عليها بصلف لا حدود له وبغطاءٍ كامل، مادّي وسياسي وإعلامي وديبلوماسي للولايات المتّحدة الأمريكية وبعض الدّول الغربية وتوابعها في الوطن العربي لتحقيق جملة من الأهداف يتصدّرها “سحق المقاومة” والقضاء عليها عسكريا وسلطويّا كما تعوّد “نتانياهو” على ترديده، بالإضافة إلى تحرير الأسرى وصولا إلى التّهجير.
وقائع الميدان بـ”غزّة” تؤكدّ بأنّ جميع أهداف الكيان الصّهيوني لم تتحقّق، بل هي مستحيلة التّحقّق. فالتّهجير القسري، أو “الإنساني” مثلما يروّج وزير الأمن القومي شديد التطرف “بن غفير”، سقط أمام الصّمود الأسطوري لأهل “غزة” الذي تمسّك بالأرض رغم كلّ الأهوال والفظاعات. وتكفينا الإشارة إلى بقاء حوالي 800 ألف في شمال القطاع دون مساكن وماء وغذاء وأدنى الخدمات الصحّية.
تحت القصف الهمجي وفي العراء يقبل “شعب غزّة” بفخرٍ كبيرٍ ودون تذمّرٍ لعب دور الحاضنة الصّلبة للمقاومة المسلّحة التّي أكدّت كلّ أيّام العدوان بَأْسها وعلوّ يديها في ساحة الميدان ذلك أنّ كلفة حرب الإبادة الجماعية كانت ثقيلة على دولة الاحتلال وهي فاتورة شملت جميع المجالات الاقتصادية والبشرية والإعلامية، ناهيك عن خساراته الاستخباراتية والمعنويّة المدوّية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×