الرئيسية / عربي / حرب الإبادة الجماعية تطال “رفح”
حرب الإبادة الجماعية تطال “رفح”

حرب الإبادة الجماعية تطال “رفح”

بقلم عمار عمروسية

أدارت حكومة الكيان الصهيوني وجهها عن صرخات شعوب العالم وقفزت على كلّ تحذيرات المؤسسات الدولية ومحاذير أبسط مبادئ القانون الدولي والقانون الإنساني وأطلقت العنان لآلة حربها المتعطشة للقتل والدماء في مدنيّي “رفح”.
ومعلوم أنْ هذه الخطوة الإجرامية قد تمّت مباشرة بعد انتهاء مكالمة هاتفية مطولّة بين “بايدن” و”نتانياهو” الأمر الذّي يؤكد حصول الأخير على ضوء أخضر أمريكي لمباشرة القتل العشوائي بأشدّ الأسلحة فتكا في مساحة جغرافية ضيّقة يقرّ الجميع بأنّها تعرف كثافة سكّانيّة هي الأعلى بالعالم.
فمدينة “رفح” التّي حدّدها كيان الإحتلال منذ بداية العدوان على “غزة” مكانا “آمنا” للمهجّرين من شمال القطاع ووسطه أضحت مختنقة بشكل غير مسبوق بالحشود البشرية، فارتفع عدد قاطنيها من حوالي 280 ألف إلى أكثر من مليون ونصف آدمي يتكدّسون في كل الأماكن والطرقات العامّة والأرصفة وحتّى المقابر ضمن شروط حياة تكاد تكون منعدمة.
فآخر ملاذ لأطفال القطاع ونسوته وشيوخه ضمن جغرافية “غزة” انقلب إلى ساحة عدوان صهيوني بشع خلّفت ساعات الأولى مئات القتلى والجرحى، الأمر الذي ينذر بالكارثة الإنسانية الكبرى القادمة في قادم الأيّام. علما بأن حدود تلك الكارثة تتجاوز هذه المرّة فداحة أهوال الخسائر البشرية والماديّة إلى ارتفاع مخاطر التهجير القسري.
فتوسيع العمليّة العسكرية من خلال تكثيف القصف الجوي العشوائي على ألوف المدنييّن ودعمه باجتياحات بريّة لعصابات القتل لن يقود إلاّ إلى دفع الحشود نحو الاراضي المصرية، خصوصا بعد إصرار حكومة الاحتلال على رفض عودة النازحين إلى الشمال، زيادة عن استمرار العدوان على إمتداد جغرافيا القطاع.
والواضح أيضا من خلال إدخال “رفح” ساحة العدوان هو تحقيق حلم صهيوني قديم يقوم على الشطب الكامل للوجود الفلسطيني في “غزة” والتّمهيد لترحيل أوسعٍ يطال لاحقا أهالي “الضفة الغربية”.
والحقيقه أنْ المساعي الحثيثة لتحقيق تلك الأهداف ليس بالأمر المخفيّ، فقادة الكيان الصهيوني وعلى الأخصّ “نتانياهو” و”بني غفير” و”سموتريتس” الخ… لم يجدوا أدنى حرج في إعلان نواياهم بوقاحة لا نظير لها وصلت حدّ بحث ترتيبات عمليّة لنكبة جديدة طَورا مع الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية، وحينا آخر في الغرف المظلمة مع بعض أنظمة الخيانة والعمالة في الوطن العربي.
فالتّرحيل للشعب الفلسطيني من كل الاراضي المحتلّة كان على الدّوام المدخل الأنسب وفق العقيدة الصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية ووأدها وهو امر أصبح مكشوفا حتّى لبعض الدوائر والجهات الغربية خصوصا بعد إعلان كيان الإحتلال الحرب على “الاونروا” واندفاعة إدارة “بايدن” لحشد دعم بعض الدول لقطع التمويل عن تلك الهيئة الأممية.
إنّ افتضاح الجرم الصهيو-أمريكي دفع مفوّض السياسة الخارجيّة بالإتحاد الاوروبي “جوزيب بوريل” إلى التصريح مؤخرّا “لامكان آمن بغزة، وإسرائيل تمنع تنقل الناس للشمال… كيف يتحدثون عن ممرّات آمنة .. هل سيذهبون إلى القمر..؟”.
هم دون شكْ لن يذهبوا للقمر، ولا لأيْ مكان آخر فالوجهة المحتومة للنّاجين من المذابح لن تكون إلا سوقهم بقوّة السلاح والأمر الواقع نحو صحراء “سيناء”.
ومن المفارقات العجيبة أن لا نظام” السيسي “ولا الملك” عبدالله “يعملان بصفة جادّة على إعطاء مضامين فعّالة لرفضهما التهجير.
أكثر من ذلك فمجمل النظام لرّسمي العربي غارق حدّ العنق، ليس فقط في مستنقع العجز الفرجة، وإنّما الكثير من مكوناته الأساسية موغلة في ألاعيب التآمر على المقاومة الباسلة وشعبها الصّامد.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×