بقلم علي البعزاوي
الأكيد أنّ اتفاق وقف الحرب على غزة جاء ليؤكد انكسار وسقوط الصهاينة وداعميهم من القوى الاستعمارية والعربية المتواطئة لأنّ هذا المعسكر الإجرامي بكل مكوّناته راهن على اجتثاث المقاومة وضرب كل مقومات استمرارها وصمودها حتى أن “الرئيس” عباس الذي فقد صوابه استجمع في آخر لحظة ما بقي لديه من قدرات ليحاصر مخيم جنين ويلاحق المقاومين ويأمر قواته الأمنية بحرق منازل الفلسطينيين أملا في الظفر بإدارة شؤون غزة وما سيدرّه عليه ذلك من امتيازات ومكاسب.
خسر بايدن وفريقه الرهان وسيودّع البيت الأبيض خائبا منكسرا وقد لُوِّثت صورته كرئيس لأكبر دولة في العالم، وبدا في نظر الجميع بما في ذلك الرأي العام الأمريكي كمجرم حرب ومسؤول عن حرب إبادة ضد الفلسطينيين العزّل لم يشهدها أيّ شعب من قبل.
وأخطأ الصهاينة حساباتهم وفشلوا في القضاء على المقاومة وتهجير الشعب الفلسطيني من غزة وتحرير أسراهم. وقد صدموا بتقارير تتحدث عن تجنيد المقاومة الفلسطينية لمقاتلين جدد من غزة الأبية وعن أساليب قتال جديدة ابتكرتها هذه المقاومة الباسلة لم يسبق لهم أن تخيّلوها مجرد الخيال. لذلك اضطر مجرم الحرب نتنياهو للإمضاء صاغرا على الاتفاق بما في ذلك من مذلة ومرارة. وتراجع المزايدون من أمثال بن غفير وسموتريتش عن مزايداتهم بالخروج من الحكومة بهدف إسقاطها.
لقد سقط الصهاينة بكامل توجهاتهم وحساباتهم ككيان سياسي وكجيش يعتبر من أعتى الجيوش في المنطقة وكرأي عام راهن على إبادة الفلسطينيين… وربحت المقاومة شوطا هاما من الحرب يمكن البناء عليه في المستقبل.
أمّا عرب أمريكا المتصهينين فقد أصرّوا على الحفاظ على اتفاقيات التطبيع ولازموا الصمت تجاه المجازر المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني ولم يتجرّؤوا حتى على فرض فتح معبر رفح وإدخال المساعدات والأغذية والدواء لشعب منكوب محاصر برا وبحرا وجوا. لقد كان بإمكانهم عمليا فرض ذلك الإجراء لكنهم خيّروا المهادنة والتواطؤ أملا في رضا الامبريالي الأمريكي والظفر بمساعدات وقروض ورسائل شكر يمكن الاستقواء بها على شعوبهم المضطهدة، وذهب إلى أذهانهم الموهومة بأنّ المقاومة ستسقط وسيتخلّصون من أعبائها إن عاجلا أم آجلا. وأن الفرصة متاحة كما لم يحصل من قبل.
الأكيد أنّ الدور قادم على هذه الأنظمة لأنّ شعوبها التي آمنت بالمقاومة وساهمت في إسنادها ودعمها ولو في حدود وتأكدت بأنّ هزم أعتى الأنظمة أمر ممكن وفي المتناول وأنّ دعم المقاومة وانتصارها يتطلب التخلص من أنظمة العمالة والتطبيع والاستعاضة عنها بأنظمة جديدة تنتصر للمقاومة وتدعمها وهو الشرط الضروري للانتصار النهائي وطرد المحتل من الأراضي الفلسطينية وإسقاط الصهيونية كمشروع تخريب يقف في وجه الشعوب والدول ويحول دون تقدّمها وازدهارها. هذه الشعوب تتوفر لها اليوم الفرصة المناسبة للعب دورها التاريخي في التحرر من الاستبداد والتبعية والتخلص من سرطان الصهيونية المجرمة.
الاتفاق سيعزّز المقاومة وجمهور المقاومة الذي سيتوسع أكثر فأكثر ليفرض معادلات ويفتح آفاق جديدة.
عاشت المقاومة بكل أذرعها
النصر للشعب الفلسطيني وكل الشعوب التواقة إلى التحرر والانعتاق
والخزي والعار لأنظمة العمالة والتطبيع والخيانة