الرئيسية / صوت الثقافة / سمير طعم اللّه: في ثقافة مقاومة الإرهاب
سمير طعم اللّه: في ثقافة مقاومة الإرهاب

سمير طعم اللّه: في ثقافة مقاومة الإرهاب

10623425_910915952292754_2924385831599105685_oالارهاب ليس ظاهرة لقيطة تنبع من فراغ وبلا أصول ولا مرجعيات، للإرهاب تاريخ يمتدّ على أكثر من ألف وخمس مائة سنة في تاريخنا.. إرهاب تأسس في نص يحمل في طياته المتشابه والغامض والمجمل، يطوي بين جمله الجكم المطلق غير القابل لا للنقض ولا للتقاش حتى، نص يقول الشيء ونقيضه، يفتح باب الاجتهاد على مصراعيه ويغلقه بالشمع الأحمر في مسالك أخرى. نص مشفوع بسيرة لها ما لها وعليها ما عليها، من جانب صحّة أو ضعف ما يروى عنها عبر أحاديث مسنودة ومتتالية أو مقطوعة ومبتورة السند.

الارهاب ورم، نراوح مكاننا ونحن نفتقد جرأة الطّبيب للقيام بالعملية الجراحية الضرورية لإنقاذ البلاد والعباد من فتكه، نظلّ نراوغ كما يراوغ محللّوا البرامج التلفزية المورطّون في سياقات محرجة، نراوغ كما تراوغ الحكومة في تحميل المسؤولية السياسية والأيديولوجية للمتسببين في انتشار هذه الآفة. لأننا نخشى أن نُنْعَتَ بالكفر ونحن أشدّ إيمان وتقوى ممن سيكفّرنا. نتردّد في ان نصدح بصوت عال لا للخلط بين الدّين والسياسة، لا للأحزاب التي تأخذ الدين “دين الشعب” رهينة لتنظيماتها الحزبية وأصل تجاري لدعايتهم الانتخابية.

في مقاومة الإرهاب لا مجال للمراعاة ولا للمجاملة وكل من يجامل إرهابي أو يحوّل إصبع الاتهام عنه هو مشارك وإرهابي بالقوّة إلى أن يتحوّل إلى إرهابيا بالفعل. فمن خلال تصريحات الحاضرين بكل الملفات التلفزية الخاصة والحكومية يذكّرون بالعديد من التصريحات التي تومئ بتورّط النهضة وحكومة التروكيا في انتشار الارهاب ودعم الارهاب واستثماره سياسيا حتى يقبل بهم الآخر. لكن لا احد يجرأ ليقوم أن النهضة هي الجناح السياسي (شبه المدني) للتنظيمات الارهابية في تونس وهي التي أن اختلفت معهم شكلا فهي تزكّيهم مضمونا وطرحا، فكلاهما ينشد الدّولة الإسلامية تحت راية أمير المؤمنين.

من أي باب يمكن أن نواجه الارهاب؟

مواجهة الارهاب تستوجب إعلان حرب حقيقي وليس مراوغة سياسية في ظاهرها إعلان حرب وفي داخلها تمويه حتى لا نشن الحرب على الارهاب بشكل حقيقي. فقبل ان نمشّط الجبال والأغوار في الغابات والمدن يجب علينا أن نمّشط الأحزاب وتطهيرها من الأحزاب الدينية، تمشيط وزارة الداخليّة والإدارة التونسية من الأمن الموازي والموظّف الموازي، تمشيط السلطة السياسية القائمة من شوائب وبذور الارهاب الكامنة في داخلها. تمشيط المجتمع من الفقر والحيف والظلم الاجتماعي بين الطبقات الاجتماعي وبين الجهات، تمشيط المشهد الثقافي وتطويره وتسليح الناشئة بآليات النّقد وحب الفن والإبداع ونشوة الحياة.

ثقافة مواجهة الارهاب تبدأ بكشف السياسيين التونسيين المتورطون في الارهاب

ثقافة مواجهة الارهاب تبدأ بمؤتمر وطني ضدّ الارهاب يضع حدا للمال الجمعياتي الارهابي ولمن شجّع الارهاب وسانده وأعني حركة النهضة أثناء حكم الثرويكا وما قبلها وما بعدها. ويسدّ طرق التهريب التي امتزج فيها المافيوزي ورجل الاعمال الفاسد والإرهابي.

سمير طعم الله

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×