الرئيسية / أقلام / عمر حفيّظ: “المدرسة التونسية، من الإتيقا إلى السّياسة”
عمر حفيّظ: “المدرسة التونسية، من الإتيقا إلى السّياسة”

عمر حفيّظ: “المدرسة التونسية، من الإتيقا إلى السّياسة”

omar

تجد الإتيقا Ethique جذورها في الكلمة الإغريقيّة Ethikos التّي تعني القواعد المؤطّرة للسلوك الإنسانيّ، كما تعني المذهب الذي يهتمّ بسعادة الإنسان وكيفيّات تحصيلها أو بلوغها. وتعني أخيرا الجانب النظريّ من الأخلاق أي طرائق التّفكير في السّلوك والعادات الخيّرة التي يجب استنباتها لجعل العالم قابلا للتّعايش بين النّاس.( أرجو من المختصّين تصويب ما ورد إن فيه خطأ)

إذًا الاتيقا هي تلك،،، وأمرها معقود على ما يقوم به المثقّفون،،، بصرف النّظر عمّن هم المثقّفون وتصنيفاتهم،،،

وليس ما يسعى إليه المعلّمون والأساتذة إلاّ ما ذُكر في مطلق الأحوال ،،، فالمدرسة مذ وُجدت تريد أن تعلّمنا كلّ القيم الإنسانيّة، حتّى طريقة الجلوس المشترك نتعلّمها في المدرسة،،، وتعلّمنا كيف نُفكّر في العادات الجميلة وكيف نحبّ وكيف نتألّم ألما نبيلا،،، لأنّها في النّهاية تعلّمنا الأدب بمعانيه المختلفة،،،

لم تكن المدرسة في تونس خلال عقود من السّنوات إلاّ مدرسة واحدة لا فرق فيها بين هؤلاء وأولئك،،، كنّا فقراء معدمين أحيانا ودرس معنا في القسم نفسه ابنُ الطّبيب والعقيد  والمهندس والمدير،،،

كانت  المدرسة فضاء مشتركا للقادمين من الأرياف ولأبناء المدن،،، إلى أن جاءت آفة التّعليم الخاصّ،، هذه النّازلة هي أكبر النّوازل وأعظمها،،،

كان المجتمع مقسّما طبعا ولكن المدرسة العموميّة تجمع أبناءه كلّهم،،، إلى أن جاء الطّوفان،، طوفان “الفلوس وكبار البطون والروس” فأصبحت المدرسة:

-مدرستان نعم مدرستان ( خطا أعرف أنّه خطأ)

مدرسة أيّام زمان تحوّلت إلى مارستان ( دار للمرضى) لكلّ أنواع الفوضى والتّسيّب والاستهتار،،، إلى أن بلغ الأمر ضرب الأساتذة لتدريبهم على تحمّل الأذى ممّن هو أصغر منهم،،، ففي ذلك حكمة ربّانيّة الغاية منها إهانة الأستاذ والعبث بالرّمزيّ من القيم وتحطيم الجدران الافتراضيّة بين المدرّس والدّريس      ( الثّوب البالي) وبين لون الطّباشير ولون “الزّطلة”

-مدرسة الحنّان المنّان الذّين وهبهم السّبحان دون حسبان ( ربّي يزيدهم) وهي مدرسة نظيفة واسعة أثاثها جديد ساحة خضراء محروسة وقد يكون فيها مربض سيّارات،،، أطفاله مهذّبون معطّرون  يحترمون الوقت وتعاليم الأساتذة والمدير،،، لا عنف فيها ولا خوف ولا رعب ( إيّاكم أن ترفعوا الآن شعار السّلطة ملك الشّعب) هذه المدرسة هي مدرسة “””أنا الفتى النّظيف،،،  يسير نحو العلم بهمّة وعزم،،،”””

متى ستُفتح المدرستان؟؟؟

لا تسأل عن الثانية ،،، أسأل عن الأولى،،، والثانية خير لكم من الأولى،،،

لماذا تتعطّل الأولى،،؟؟؟

لأنّ أهل الذّكر فيها لهم مطالب (((((((عوجاء))))))

مثلا:

– تجهيز المدرسة العموميّة،،، وصيانتها ( ألستم ترون الجهد الجهيد المتواصل: كلّ واحد مشى لمدرستو صوّر فيها؟؟؟ ومكيجها من برا،،، زيد قول: يا مزيّن من برا آش أحوالك من داخل؟؟؟)

لماذا لم تشمل حملة ” شهر المدرسة” المدرسة الثانية؟؟؟

البنوك تساهم في حملة “شهر المدرسة” واللّه شكرا للبنوك رغم (إف…لا ….سها) تسعى للارتقاء،،،

-مقاومة آفة السّاعات الخصوصيّة،،، الأساتذة هم الذّين ابتدعوها،،، أليس كذلك،،،

 وليكن قاوموهم قاوموا الفاسد والسيّء في كلّ مكان،،، من منعكم من ذلك،،، ولكن لا تتركوا رؤوس الفساد وتبحثون عن ضحاياه فيصبحون معاقبين مرّتين ،،،مرّة بالـتّفقير،،، ومرّة بالتّشهير،،،

-تحسين المستوى،،، “لاش تحسين المستوى ؟؟؟ هونو ثمّة شكون يقرا،،، ياخي النّاس الكلّ يلزمها تقرا،،،” هناك مهن أخرى مستحدثة كالتّهريب والتّرهيب والبيع والشّراء في العملة والزّطلة،،، وثمّ التّعليم قبّي قبّي،،، والشكوى لربّي: لا يصعدون إلى الرّكح  إلاّ بعد تسلّم أموالهم على داير ملّيم لأنّهم سيدفعون ضرائبهم كغيرهم من الوزراء والكبراء وأصحاب المليار دون تقسيمه إلى أعشار،،، فإذا نقُص عشْرُ فذاك العسر،،، الذي ما بعده عسر؟؟؟

-لأنّ الوزارة ليست وفيّة وليست ايتيقيّة ،،، وتريد أن تعلّمنا الايتيقا وهي عاجزة في الحقيقة،،، الوزارة تنسى ،،، والنّسيان نعمة وحكمة،،، ومن رزقه اللّه الحكمة فهو مرزوق،،، واللّه جلّ جلاله أدرى بعباده القائد والمقود والراقد تحت اللّحود،،،

ستعودون أم لا؟؟؟

لا حتى تكون الوزارة وفيّة لاسمها وما يُفترض من صفاتها

  عمر حفيّظ

ناقد أدبي ومناضل حقوقي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×