الرئيسية / صوت الثقافة / مهرجان قربة الوطني لمسرح الهواة … “إن شرّدوا طيرا يمضي له العش”
مهرجان قربة الوطني لمسرح الهواة … “إن شرّدوا طيرا يمضي له العش”

مهرجان قربة الوطني لمسرح الهواة … “إن شرّدوا طيرا يمضي له العش”

معلّقت المهرجان“الريح آتية وبيوتهم قشّ

والكفّ عارية وزجاجهم هشّ

لا تحزنوا يا رفقتي ر تحزنوا أبدا

إن شرّدوا طيرا يمضي له العشّ”

كم موجع هو القول حين سمعته من فم محمد الصغير أولاد أحمد – حفظته الرعاية الإنسانية من الزوال – في ذلك العهد الذي خلناه ولّى وانتهى كان لقول الشاعر وجاهته وما يبرره، لكن حين يتردد مثل هذا القول على لسان المسرحي والفنان ومدير مهرجان قربة الوطني لمسرح الهواة محمد شعبان وهو يعدّ على نار الإبداع ووهج التحدّي وعزيمة الحصّادين لمهرجان هو في الواقع رافعة من روافع بناء هذا الوطن وسلاح إفتكاكه من براثن الطاعون – طاعون التطرّف من جهة وآفة التصحّر الثقافي الذي عانينا منه سنين طوال من جهة اخرى –

مبدع آل على نفسه مع مجموعة من المؤمنين بالفعل الثقافي أن يواجهوا بالفن وبالأغنيات وبالرّقص وبالمسرح أساسا جرذ الخراب المنتشر في ربوعنا تحت مسميات متعدّدة، مرة اسمه الإرهاب ومرّات اسمه قانون المصالحة مع من يدعم الإرهاب وأحيانا اسمه قانون الطوارئ لمواجهة من يواجه الإرهاب.. في هذا العواصف يستمرّ مهرجان قربة الوطني لمسرح الهواة في دورته الـ41، بحاّر صقلت خطاه الأمواج العاتية التي نحتت الدهر كله شواطئ تلك المدينة / المنارة.. التي أضاءت سماء المسرح التونسي بمبدعين مرّوا من تلك الشواطئ وتلك الشوارع ومن بين أحضان أهالي قربة ومهرجان قربة لمسرح الهواة، نذكر مثلا عز الدين المدني وفاضل الجزيري وفاضل الجعايبي والفقيد عبد اللطيف الحمروني…

تنطلق هذه الدورة يوم 26 أوت لتستمرّ إلى يوم 4 سبتمبر، إختار لها منظموها شعار “حضر المسرح … غاب الإرهاب” في تحدّي حقيقي من جينات الفن والحياة لنطف الموت الفاسدة التي تحاول ان تضرب النمط الحضاري والمجتمعي للشعب التونسي وللإنسانية عامة..

تنطلق الدورة 41 لمسرح الهواة بقربة فاردا جناحيه ليضم مدينة قفصة بمسرحية “فورماتاج” ومدينة عقارب بمسرحية “الصندوق” و”أنثى لوجيا” من مساكن و”بروفات” من قليبية و”عرض بالساكتة” لجمعية مسرح الفن ومن تازركة المحاذية لمدينة قربة عرض “فرحة الحياة” كما حضرت جمعية النضال المسرحي بتونس بمسرحية “فاوست” وجمعية الزيتونة للتمثيل بمسرحية “الغسالة”.. ثمانية عروض ضمن المسابقة الرسمية مسنودة بعروض موازية وهي “بارشمان” ليافا للإنتاج و”اللبيب من الإشارة” لجمعية الفن الحي و”برجولية” لنجوم مسرح قربة..

كما تمت برمجة ورشات تعنى بالرقص المسرحي تحت إشراف بحري بن يحمد وورشة الكلون إشراف عاطف حمدان ورشة للإيقاع تشرف عليها إيمان مورالي.

لكن رغم كل هذا التطلّع الذي يحدوا منظمي المهرجان ما فتئت الصعوبات والعراقيل تتفاقم، فما زالت مسألة إيواء المشاركين تمثّل عائقا للانسداد كل الفضاءات أمام المهرجان رغم أن المشرفين عليه أعلموا الفضاءات المعنية من قبل.. كل هذا يدخل ربّما في التضييق على الهيئة المشرفة التي آمنت منذ البداية باستقلالية العمل الثقافي وانخراطه في المقاومة الجادة لكل أشكال التصحّر الثقافي والإرهاب الفكري والتطرّف الديني العابث بأقدار الشعوب والإنسانية..

سمير طعم اللهطعم الله

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×