الرئيسية / صوت الوطن / “أولاد جاء بالله” أنشودة الغضب وفضيحة المقاربة ألأمنية
“أولاد جاء بالله” أنشودة الغضب وفضيحة المقاربة ألأمنية

“أولاد جاء بالله” أنشودة الغضب وفضيحة المقاربة ألأمنية

عمار عمروسية

نهض الأهالي في قرية النّسيان والهدوء “أولاد جاء بالله” ينشدون الحدّ الأدنى للبقاء والحياة. فصغار الفلاحين وشبيبة القهر الاجتماعي خرجوا عن صمت العادة بالأرياف لا يطلبون من “دولة الشعب” المزعومة سوى أوّلا ألأعلاف لمواشيهم بأسعار معقولة بعيدا عن مسالك الاحتكار القذرة وثانيا إيجاد “الأمونيتر” لإنقاذ فلاحتهم ومحاصيلها المهدّدة بالتّلاشي.
مطالب المعدمين بسيطة ونهوضهم مشروع لأيّ متابع نزيه. وحدها حكومة “المشيشي”المشبعة بفائض مشاعر العداء نحو شعبها سارعت إلى تشغيل آلة القمع السّافر للتّنكيل بالجميع. فحقول الفلاّحين ومزارعهم تحولّت إلى ميادين مواجهات يوميّة بالليّل والنّهار ومساحات كرّ وفرّ بين جحافل القوّات البوليسيّة والمواطنين. تسارعت ألأحداث وتشابكت الأمور نتيجة فضاضة التّدّخل الأمني وانتقلت مطالب المحتجّين من مربّع سقفها المطلبي إلى سياق أشمل يطال جوانب الحرّيات والحقوق الديموقراطيّة.
يواصل أهالي “أولاد جاء بالله” نهوضهم رغم قسوة البطش الذي يطالهم، ومن رحم تجربتهم الخاصّة يقوّمون حراكهم ويعزّزون مقوّمات صمودهم الذي بدأ يعطي ثماره من خلال عديد المعطيات الحاصلة حتى الآن. فالقرية المغمورة حتّى وقت قريب تثبّت نفسها تدريجيّا ضمن منصّة مدن وقرى المقاومة التي ظهرت في بلادنا على امتداد عقود من مقارعة سياسات الحيف الاجتماعي. وحراك “أولاد جاء بالله” المعزول بدأت شضاياه تطال مساحات جغرافيّة أرحب مثل “أولاد بوسمير” و”البقالطة” الخ.. والأهمّ من ذلك نجاح قرية النّسيان في بداية فرض نفسها على جدول إهتمام الحركة الاجتماعيّة والديمقراطية.
“أولاد جاء بالله” في أيّام غضبها فضحت أكذوبة “ساحل الرّفاه” وأغلقت الباب نهائيا أمام تفاهة مقولة “ضيوف السّاحل” وغيرها من الشعوذات. وحراك قرية النّسيان تعزيز لبواكير نهوض طبقة الفلاحين وتحديدا الجمهور الواسع منهم الأكثر تضرّرا من التّّدمير الممنهج لقطاع الفلاحة. فأنشودة صمود “أولاد جاء بالله” هي جزء من سنفونية الغضب الشتوي الذي يشقّ طريقه تحت محاولات الخنق والاحتواء.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×