الرئيسية / رأي / منتصر حمدان، رئيس لجنة سلامة الصحفيّين بنقابة الصحفيين الفلسطينيّين، في حوار خاص مع “صوت الشعب”
منتصر حمدان، رئيس لجنة سلامة الصحفيّين بنقابة الصحفيين الفلسطينيّين، في حوار خاص مع “صوت الشعب”

منتصر حمدان، رئيس لجنة سلامة الصحفيّين بنقابة الصحفيين الفلسطينيّين، في حوار خاص مع “صوت الشعب”

منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر 2023، تتواصل جرائم الكيان الصّهيوني تحت غطاء دولي ودعمٍ من الأنظمة المطبّعة والدّاعمة له. ولم تقتصر جرائم الإبادة الجماعيّة تحت أنظار العالم بحقّ الشعب الفلسطيني فقط بل طالت الصحفيّين والمراسلين والمؤسسات الإعلامية. ولتسليط الضّوء عمّا يتعرّض له الصحافيون في فلسطين، “صوت الشعب” حاورت السيد منتصر حمدان، رئيس لجنة سلامة الصحافيين بنقابة الصحفيين الفلسطنيين.

لو تحدّثنا عن الأوضاع في قطاع غزة وفلسطين اليوم بعد شهر من عملية طوفان الأقصى، كيف تصف نقابة الصحفيين الفلسطينيين الوضع؟

إنّ حقيقة الوضع على الأرض تمثّل جريمة إبادة جماعية بحقّ كلّ مكوّنات المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة، ما يجعل الأوضاع هناك كارثية بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى في ظلّ تصاعد جرائم القتل الجماعي للمدنيين من خلال القصف الجوي والبرّي والبحري، حيث زاد عدد ضحايا هذه الجريمة البشعة عن 10 آلاف شهيد وأكثر من 30 ألف جريح، إضافة إلى تدمير مئات الآلاف من المساكن والمؤسّسات العامة والخاصة وقطع شبكات المياه والكهرباء والاتصالات واستهداف المستشفيات والمؤسّسات الطبّية وطواقم الإسعاف ورجال الإطفاء والصحافيّين والاعلاميّين.
إنّ ما تقوم به قوات الاحتلال يكشف عن العقلية الصهيونيّة ويزيل القناع عن وجه هذا الاحتلال الذي يستظلّ حاليّا بالدعم الأميركي ودول أوروبية لارتكاب الجرائم ومواصلتها بحقّ كلّ مكوّنات المجتمع الفلسطيني في إطار سياسة إجرامية تجعل كلّ متر في قطاع غزّة تحت طائلة الاستهداف بما في ذلك قتل المواطنين وإصاباتهم بجروح بالغة والتّدمير لكلّ مقوّمات الحياة وهذا كلّه يجعل الوضع بالغ التّعقيد والصعوبة.

منذ انطلاقة عملية طوفان الأقصى، قوّات الاحتلال الصهيونية استهدفت الصحفيّين والمراسلين وعائلاتهم دون استثناء. ماهي آخر الأرقام بخصوص الصحفيّين الذين استشهدوا؟

واضح أنّ ما يجري في هذه الحرب الإجرامية بحقّ أبناء الشعب الفلسطيني هي نتاج سياسة مبرمجة من قبل دولة الاحتلال العنصري، التي منها سياسة استهداف الصحافيين “شهود الحقيقة” لغرض التعتيم على الجرائم والمجازر حيث بلغ عدد شهداء الصحافة في هذه الحرب 31 صحافيا لغاية اليوم، واستشهاد 10 آخرين من فئة العاملين في قطاع الإعلام، وإصابة 32 صحافيّا، وإثنان من الصحافيّين في عداد المفقودين، كما لدينا مئات الصحافيّين المهجّرين وعشرات الصّحافيّين الفاقدين لعائلاتهم ومنازلهم، إضافة إلى اعتقال 21 صحافيّا في الضفّة الغربيّة، في حين بلغ عدد المؤسّسات الإعلاميّة التي تعرّضت إلى التّدمير نحو 55 مؤسّسة كما توقّفت 24 إذاعة عن البثّ في قطاع غزة.

هل أنّ استهداف الصحفيّين من قبل الكيان المحتلّ هو من أجل حجب الحقيقة عن العالم الخارجي، أم هو تشفّي من الصحفيّين الذين بمجرّد تغطيتهم للأحداث ينسفون كلّ الأكاذيب المضلّلة لهذا الكيان الفاشي؟

من الواضح أنّ دولة الاحتلال العنصري وبقرارات عليا عمدت إلى استهداف الصحافيين الذين يعتبرون أداة توثيق ونقل صورة ما يجري على الأرض، وجاء ذلك في إطار سياسة التعتيم وإخفاء الجرائم وطبيعتها عن عيون الصحافة وكاميراتهم، إضافة إلى وضع الصحافيين في صورة الاستهداف المباشر لغرض إشغالهم عن تغطية الأحداث وتوثيقها، واتضح ذلك من خلال استهداف الصحافيين واستهداف عائلاتهم ومنازلهم وأقاربهم، كلّ ذلك يأتي في إطار سياسة حجب الحقيقة وإخفاء الجرائم، ما يستوجب العمل الفوري نحو ممارسة أعلى أشكال الضغوط على هذا الكيان الغاصب ودولته بكل مكوّناته وقيادته للوقف الفوري لاستهداف الصحافيين وإرسال لجان تقصّي حقائق وفتح تحقيقات جنائية بحقّ الصحافيين الفلسطينيين، سيّما أنّ دولة الاحتلال العنصري تدرك أنّ وجود الصحافة في الميدان وتغطية هذه الجرائم يعيق نشر أكاذيبهم ومعلوماتهم المضلّلة للرأي العام الدولي.

ما هي إسهامات الهيئات والمنظّمات في أعمال صدّ العدوان وبأكثر دقّة في حشْد الدّعم الدّولي لفائدة المقاومة ولفائدة فلسطين؟

هناك الكثير من المساهمات المتعلّقة بدعم وإسناد المواطنين الفلسطينيّين في مواجهة هذه الحرب الإجرامية وتداعياتها على كافة المستويات، وإنّ الكثير من المواقف المعلنة ساهمت بشكل مباشر في إعادة الحياة والانتعاش للقضية الفلسطينية التي كانت تواجه الحصار والتضييق والإهمال من قبل مراكز قوى دوليّة بهدف شطب القضية الفلسطينية، ونحن من خلال عملنا المهني نركّز على محاولة تقديم الدّعم والإسناد لقطاع الصحافة والإعلام بكلّ مكوّناته ومساعدة الصحافيين والصحافيّات على مواصلة عملهم رغم كلّ الظروف الصّعبة التي يعملون في ظلّها، ولدينا مساعدات للصحافيين على مستوى الاحتياجات الرئيسيّة والاستجابة للكثير من مطالبهم المهنيّة بما يخفّف من حجم الكارثة عليهم وعلى مواصلة عملهم الصّحفي، ونرى أنّ الدّور المهني الذي يقوم به الصحفي الفلسطيني في الميدان يشكّل نموذجا مهنيّا في مساهمتهم في خدمة صمود المواطنين وخدمة القضيّة الوطنية للشعب الفلسطيني.

ما هو الدّور الذي تلعبه نقابتكم اليوم أمام تواصل جرائم الكيان الصهيوني؟

نقابة الصحافيّين الفلسطينيّين باعتبارها المِظلّة الشّرعية للصحافيين الفلسطينيّين، بدأت مباشرة مع اندلاع الحرب لوضع خطط واستراتيجيّات عمل واضحة في التّعامل مع هذا الوضع غير المسبوق، حيث وضعت أولى أهدافها العمل من أجل ضمان سلامة الصحافيين والصحافيات بتقديم الإرشادات المهنية في التعامل مع الحروب العسكرية وتقديم الخدمات المرتبطة بإبقاء الصحافيّين في الميدان من خلال تقديم الدّعم لشراء معدات وأدوات اتّصال فعالة خاصة أنّ دولة الاحتلال عمدت إلى قطع شبكات الاتصال في قطاع غزة وتدميرها، يضاف إلى ذلك تقديم المساعدات العينيّة بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني مثل تقديم الخيام، رزم مياه وطعام، إبقاء الاتّصال شبه الدائم مع الصحافيين والصحافيات من خلال أعضاء الأمانة العامة للنقابة في قطاع غزة، وهنا لابدّ من الإشارة إلى استشهاد أعضاء في النقابة وقيادتها في هذه الحرب الإجرامية بحقّ شعبنا عامة وبحقّ الصحافيين بشكل خاص.

ما الدور الذي يجب أن يلعبه الصحفي والمراسل الذي يعمل على تغطية الأحداث اليوم في فلسطين؟

نعتقد أنّ أهمّ دور للصحافي يكمن في ممارسة عمله المهني، في أداء مهامه لإنجاز تغطية إعلامية مهنيّة للأحداث وتداعياتها وانعكاساتها على المواطنين وتقديم المعلومات الموثّقة ونشرها والتقيّد بأخلاقيات وقواعد سلوك العمل الصحفي المهني، بما يساعدهم في اتّخاذ القرارات المرتبطة بحياتهم وممتلكاتهم، مع أهميّة الحفاظ على سلامته وسلامة فريق عمله في الميدان من خلال الالتزام بإرشادات السّلامة المهنية خاصة المتعلّقة بالتعامل مع التغطية الميدانية والقصف الجوّي والأسلحة الثقيلة وآليات التعامل معها بما يحافظ على سلامته باعتبار ذلك أولويّة قصوى لا يجب التخلّي عنها.

أعلنت هياكل الإعلام في تونس عن تضامنها التام مع الشعب الفلسطيني أمام جرائم الكيان الصهيوني. ماهي رسالتكم اليوم إلى الصحفيين التونسيين والمؤسسات الإعلامية بتونس؟

إننّا ننظر باحترام وتقدير لكافة الأشقّاء في تونس الذين يعبّرون دوما عن تضامنهم ودعمهم ومساندتهم للشعب الفلسطيني، وعلى المستوى الإعلامي والصّحفي تربطنا علاقة مهنيّة مع القطاع الإعلامي في جمهورية تونس نابعة من مشاعر الأخوّة الصادقة، وأنّنا نشعر وندرك أنّ الألم واحد والهمّ واحد، وأنّ كافة المؤسّسات لا تدّخر جهدا في دعم ومساندة شعبنا في كافة المجالات رغم صعوبة الأوضاع التي مرّت بها تونس، وفي هذا الإطار فإنّ رسالتنا من فلسطين لكلّ مكونات الشعب التونسي هي رسالة حق وصمود وأنّ قوّتنا نستمدّها من قوّتكم ومعنويّاتكم وصدقكم في الوقوف إلى جانبنا دوْمًا.

كيف تُعلّق نقابتكم على تغطية الأحداث من قِبل الإعلام الغربي؟

إنّنا من خلال رصد وتوثيق لجزء كبير من التغطيات الإعلامية الأجنبية للجريمة الوحشية ضدّ شعبنا، اكتشفنا حجم الانحياز الأعمى للإعلام الأجنبي في نقل الأحداث والانجرار خلف روايات الاحتلال ومعلوماته المفبركة والمضلّلة، وهذا دفعنا لتنظيم حملات موجّهة لبعض وسائل الإعلام وطالبناها بالالتزام بقواعد وأخلاقيات مهنة الصحافة خاصة أنّ جزء كبيرا من وسائل الإعلام الغربي سقط في اختبار المهنية وأخلاقيات مهنة الصحافة بعد تورّطها في نشر أخبار ومعلومات مضلّلة تجاه الأحداث خاصة في الأيّام الأولى من بدء هذه الحرب الإجرامية ضدّ شعبنا.

ما هي رسالتكم إلى الشعب التونسي والقوى التي تنظّم تحركات مساندة للشعب الفلسطيني ؟

رسالتنا واضحة، هي أنّ قوّتكم ووحدتكم والمشاركة الجماعيّة هي مصدر قوّتنا دوما، ومصدر اعتزازنا بهذا الشعب العظيم الذي وقف دوما إلى جانب شعبنا وقضيّتنا الوطنية حتى تحقيق أهدافنا في الحرية والاستقلال وإقامة الدّولة المستقلّة وعاصمتها القدس.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×