الرئيسية / صوت الوطن / 100 يوم من “الحشاني”
100 يوم من “الحشاني”

100 يوم من “الحشاني”

جيلاني الهمامي

مرت الآن 100 يوم على تكليف السيد أحمد الحشاني كوزير أول. فقد تم تعيينه يوم 3 أوت الماضي في ظرف كان الجميع ينتظر فعلا تغييرا على رأس الحكومة بعد أن اتضح للجميع أنّ رئيسة الحكومة آنذاك السيدة بودن كانت بعيدة كل البعد عن ملء هذا الموقع الحساس في الدولة. ولكن ما كان لأيّ تونسي تقريبا (عدا قيس سعيد وأحمد الحشاني نفسه) يتوقع أن يقع استبدال بودن بالحشاني.
فالرجل يفتقد لأبسط المؤهلات لتقلد مثل هذه الخطة السامية والخطيرة في تصريف شؤون الدولة. ولا يتوفر على العناصر التي ترشحه للنجاح في مواجهة أزمة خانقة تضع البلاد على حافة الإفلاس المالي والانهيار الاقتصادي والانفجار الاجتماعي والانفلات الأمني. ومع ذلك وقع عليه خيار الرئيس قيس سعيد لأسباب وبناء على معايير لا يعلمها إلاّ هو.
ومهما كان من أمر ففي جعبة السيد الحشاني 100 يوم من الحكم كرئيس حكومة. بل والأصح كوزير أول. فماذا كانت حصيلة هذه المدة وماذا سجل من مكاسب وبما يمكن أن نذكره اليوم بعد هذه المدة؟
بعد 100 يوم يمكن القول إنه «لم يفعل شيئا مما يفعله نظراؤه في العالم قاطبة” هكذا علق أحدهم وهو على صواب. وينبغي القول منذ البداية إنه يسوس فريقا ليس بفريقه فأعضاء حكومته كانت عيّنتهم نجلاء بودن الوزيرة الأولى المقالة والذين تم إعفاؤهم فليس بقرار منه بل بقرار من قيس سعيد والبعض منهم لم يقع تعويضه إلى الآن.
إذا أردنا رصد ما أنجز لا نكاد نعثر له على إنجاز وحيد بل لا نكاد نذكر له غير تصريحين ظلا محلّ تندّر وحتى سخرية من عموم التونسيين. الأول يوم قال إنّ “الرئيس قيس سعيد ليس له مثيل” وذلك يوم 29 سبتمبر الماضي، والثاني لمّا قال في الجزائر “عزيزي قيس سعيد”. عدا ذلك لم يتوجه الحشاني بأيّ كلمة للمواطنين ولم يقدم برنامجه ولم يعلق على ما يحدث في البلاد وفي المنطقة العربية وفي العالم.
في كلمة فإنّ وجود الحشاني كعدمه. وليس في الأمر غرابة. فذاك هو النظام الذي يريده قيس سعيد ويليق به. نموذج فريد في العالم يقوم على شخص يتصرف في شؤون البلاد والشعب والمجتمع وحده دون سواه.
هذا هو مآل ثورة شعبية ضد الديكتاتورية ومن أجل الشغل والحرية والكرامة الوطنية.
ملاحظة: حتى نعطي الرجل حقه فقد أشرف على افتتاح اشغال “المؤتمر العربي الافريقي للعلوم والتكنولوجيا للحدّ من مخاطر الكوارث” وتوجّه له بكلمة ألقتها نيابة عنه وزيرة البيئة، ليلى الشيخاوي المهداوي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×