الرئيسية / أقلام / رسالة إلى وزيرة الثّقافة: ضرورة فتح ملفّ الفساد في الوسط الثّقافي
رسالة إلى وزيرة الثّقافة: ضرورة فتح ملفّ الفساد في الوسط الثّقافي

رسالة إلى وزيرة الثّقافة: ضرورة فتح ملفّ الفساد في الوسط الثّقافي

سميرلقد عانى الوسط الثقافي طيلة سنوات الاستبداد من التّضييق وخنق كلّ نفس لإنشاء ثقافة مقاومة تجعل من القيم الإنسانيّة نبراسها وهدفها. لكن للأسف لقد انخرط في هذا التّمشّي العديد من المثقّفين الذّين عملوا كلّ ما في وسعهم ليتحوّلوا إلى عصا في يد الجلاد. كما عملوا دون أن يرفّ لهم قلم على كتابة التّقارير البوليسية في المبدعين الخارجين عن السّرب، بل ذهب بهم  الأمر إلى أكثر من ذلك حيث اندسّوا كالسّم في الدّسم، وذلك بإعداد مشاريع ثقافيّة تحطّم ما بُنِيَ في عقود مضت من قبل العديد من المبدعين في مجالات عديدة منها المسرح والشّعر والسينما وغيرها من ضروب الإبداع. فأقاموا المهرجانات لا غاية من ورائها سوى الغُنم المادّي والسمسرة. فكم من مهرجان قدّرت ميزانيّته بالمليارات ولكن بمضامين هزيلة لا تؤسّس إلاّ لثقافة استهلاكيّة من حيث مضمونها، ومتاجرة وسمسرة ماليّة من حيث نتائجها المباشرة وغاية بعثها.

وبعد الثّورة عمل العديد من المثقّفين على فتح ملفّات الفساد آملين أن يصلحوا ما أمكن ممّا فسد، وقد توارى العديد من سماسرة الثّقافة على الأعين وهم يرتجفون من المحاسبة، وبعد سنوات من “الثورة المجيدة” عادوا للظهور ولتولّي المناصب ورئاسة المؤسّسات رافعين شعار الثّورة وهم في الحقيقة يحملون سلاح الثّورة المضادّة حالمين بعودة حنفية السمسرة والرّبح المالي الوفير التي ظنّوا أنها أُغلقت في وجوههم بعد الثورة.

ورغم تعاقب وزراء الثّقافة ما بعد الثّورة لم يتجرّأ وزير واحد على فتح ملفّ الفساد في الوسط الثقافي، وبتولّي لطيفة لخضر نأمل أن يكون فتح ملفّ الفاسدين في الوسط الثّقافي من الأولويات في جدول أعمال الوزارة، لأنه لا يستقيم الظّل والعود أعوج.

              (سمير طعم اللّه: “صوت الشعب” العدد 164)

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×