الرئيسية / الورقية / المؤتمر الوطني الثاني لمنظمةمساواة : “كلّ الحقوق لكلّ النساء”
المؤتمر الوطني الثاني لمنظمةمساواة : “كلّ الحقوق لكلّ النساء”

المؤتمر الوطني الثاني لمنظمةمساواة : “كلّ الحقوق لكلّ النساء”

بعد نجاح المؤتمر الوطني الثاني لمنظّمة “مساواة”:

انتظارات جديدة للمكتب المنتخَب نحو توحيد النضالات دفاعا عن حقوق المرأة ومكتسباتها وإرساء تنسيقية لنساء الجبهة الشعبية  

تحت شعار “كلّ الحقوق لكلّ النساء” انعقد المؤتمر الثاني للمنظمة النسائية لحزب العمّال “مساواة ” يومي 22 و23 جوان الجاري بالمقرّ المركزي للحزب وذلك بحضور 29 مؤتمرة من 14 ولاية.  وقد تأسّست المنظّمة بتاريخ 30 ديسمبر 2012 عملت على بعث هياكلها الوطنية والجهوية والمحلّية، حيث نجح مكتبها الوطني الأوّل في إرساء 16 مكتبا جهويا، وقد تمكّنت مناضلات المنظّمة من تنظيم عديد التحرّكات الجهوية والوطنية طالبت من خلالها بضرورة الحفاظ على مكتسبات المرأة وتطويرها عبر تنقيح التشريعات ومجّلة الأحوال الشخصية وفرض المساواة التامة والفعلية في المجتمع.  وقد ناقشت المؤتمرات خلال الأشغال أهمّ الملفّات المطروحة خاصّة في ظلّ الأزمة الخانقة التي تمرّ بها البلاد والتي تهدّد أساسا المرأة وحقوقها.  وقد اختتم المؤتمر بانتخاب مكتب وطني جديد يضمّ سبع مناضلات، وقد تمّ انتخاب الرفيقة راضية العمدوني في خطّة منسّقة وطنية جديدة.
 تغطية فاتن حمدي  

حمه الهمامي: أفضل ردّ ضدّ القوى الرجعية والانتهازية هو تأسيس تنسيقية للنساء صلب الجبهة الشعبية 

أكّد الأمين العام لحزب العمّال حمه الهمامي خلال الكلمة التي ألقاها خلال افتتاح المؤتمر أنّ الأزمة بمختلف أشكالها التي تمرّ بها البلاد اليوم هي من أخطر الأزمات وأولى ضحاياها هنّ النساء، منوّها بأنّ المرأة لم تناضل منذ سنوات حتّى تجد نفسها في وضع متردّي مثل الذي تعيشه اليوم، بل شاركت مكثّفا في النضال إبّان الثورة من أجل تحقيق طموحاتها في المساواة التّامة والفعلية في المجتمع. مشدّدا على ضرورة مواصلة تحقيق أهداف الثورة لصالح قوى الثورة بما فيها نساء تونس. فالثورة مسار وصراع متواصل بين قواها الثورية وقوى الردّة، معتبرا أنّ للنساء التقدّميات منتميات إلى أحزاب أو لا دورا فعّالا في هذا السياق.

من جانب آخر ذكّر الهمامي بالصعوبات والعراقيل التي اعترضت الجبهة الشعبية منذ تأسيسها من أجل بناء منظّمة نسائية صلبها فكلّ الشروط من أجلها متوفّرة باستثناء الشرط الذاتي المتسبّب فيها النظرة الانعزالية، محذّرا أنّ هذا الوضع أدّى إلى خسارة الجبهة الشعبية والحركة النسائية والتونسيات. مشدّدا أنّ أفضل ردّ ضدّ القوى الرجعية أو الانتهازية بعد الأحداث الأخيرة صلب الجبهة هو تأسيس تنسيقية نسائية داخلها تكون موحّدة وأكثرا تنظيما وملتحمة بمختلف الشرائح النسائية.

رفيقة الرقيق: شعار مؤتمرنا رسالة واضحة للانفتاح على النساء من مختلف القطاعات والجهات 

أكّدت المنسّقة الوطنية السابقة لـ”مساواة” رفيقة الرقيق خلال كلمتها الافتتاحية لأشغال المؤتمر أنّ اختيار شعار المؤتمر يعَدّ رسالة مهمّة في اتّجاه الانفتاح أكثر على النساء من مختلف القطاعات وفي كافة الجهات إضافة إلى الوعي بصعوبة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد التي تستوجب مزيدا من النضال ورصّ الصفوف على عكس ما يروّج البعض بأنّ النضال من أجل حقوق المرأة هو “ترف نضالي ” وليس مطروحا حاليا بتعلّة تحقّق عديد المكاسب للمرأة التونسية مقارنة بدول أخرى، منوّهة بأنّ المنظومة الحاكمة عاجزة عن توفير الآليات الكفيلة بحماية المرأة رغم صدور قانون مناهضة العنف ضدّ المرأة.

كما أكّدت الرقيق أنّ الواقع الحالي للمرأة أثبت أنّها مازالت تتحمّل تبعات الخيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للائتلاف الرجعي الحاكم وهذا ما تثبته الأرقام والإحصائيات المتعلّقة بنسب الفقر والبطالة وتزايد أشكال العنف المتعدّد ضدّها وما تعانيه اليوم المرأة العاملة في القطاعين الفلاحي والصناعي خاصة غياب السّلامة المهنية وظروف العمل والنقل اللّائقة.

من جانب آخر شدّدت الرقيق على أنّ المنظّمة تواجه تحدّيين أساسين يتمثّلان في بناء مجتمع متوازن تتحقّق فيه العدالة الاجتماعية والمساواة وتطوير آليات العمل من أجل الوصول أكثر إلى كافة النساء من مختلف القطاعات وفي كافة الجهات وتوحيد الجهود مع المنظّمات التقدّمية في البلاد دفاعا عن الحقوق المشروعة.

راضية العمدوني: لدينا خطّة دقيقة لمزيد تطوير أدائنا والانغراس في صفوف النساء 

قالت راضية العمدوني المنسّقة الوطنية الجديدة لـ”مساواة” في تصريحها لـ”صوت الشعب” أنّ شعار المؤتمر “كلّ الحقوق لكلّ النساء” يأتي في إطار التوجّه نحو سياسة التشبيك والتنسيق مع النساء العاملات في القطاعين الفلاحي والصناعي والمنظّمات التقدّمية في اتّجاه الحفاظ على مكتسبات المرأة وتطويرها إضافة إلى توحيد الجهود خاصة في ظلّ المخاطر والأزمة التي تمرّ بها البلاد.

كما أكّدت العمدوني أنّ المؤتمر حدّد جملة من التوصيات سيعمل المكتب الوطني الجديد على تكريسها وتفعيلها على أرض الواقع خاصة قبيل الانتخابات التشريعية والرئاسية، حيث ستعمل المنظّمة على توفير ملاحظات في مكاتب الاقتراع من أجل مراقبة الانتخابات، إضافة إلى التوجّه مباشرة إلى النساء في كافة الجهات من أجل مزيد تحسيسهنّ بضرورة ممارسة حقّهن في اختيار من يمثّلهنّ ويتبنّى حقوقهنّ المشروعة.

من جانب آخر وبخصوص عدم نجاح المنظّمة في أن تتحوّل إلى منظّمة جماهرية – رغم قصر فترة تأسيسها-  شدّدت العمدوني على أنّ أشغال المؤتمر وضعت خطّة دقيقة في اتّجاه مزيد الانغراس في صفوف النساء من مختلف القطاعات والتشبيك مع المنظّمات التقدّمية على مستوى ملفّات مشتركة، داعية مناضلات المنظّمة إلى مزيد العمل والنضال وتوحيد الجهود من جانب وإنجاح إرساء تنسيقية لنساء الجبهة من جهة أخرى.

مباركة البراهمي: انعقاد المؤتمر خير دليل على أنّ الجبهة الشعبية توفّرت لديها فرص جديدة 

قالت النائب عن الجبهة الشعبية مباركة البراهمي خلال الكلمة التي ألقتها خلال الافتتاح أنّ المؤتمر ينعقد في ظلّ أوضاع اقتصادية واجتماعية وسياسية متردّية وأمام نظام يضع يده الخانقة على الشعب التونسي، مضيفة أنّه ورغم الوضع الصعب الذي مرّت به الجبهة الشعبية فإنّ انعقاد مؤتمر “مساواة” خير دليل على أنّ الجبهة توفّرت لديها فرص جديدة لمزيد توحيد الصفوف والانغراس في صفوف الشعب التونسي وأنّها على الخطّ الصحيح.

من جانب آخر نوّهت البراهمي أنّ أغلب المشاكل التي يعاني منها المجتمع التونسي من فقر وبطالة وتهميش وغياب العدالة الاجتماعية تنعكس أساسا على المرأة وهو ما يتطلّب اليوم مزيدا من العمل من أجل مزيد الانغراس والتوجّه مباشرة نحو كافة المواطنين من مختلف القطاعات وفي كافة الجهات.

كما دعت البراهمي كافة المكوّنات النسائية للجبهة الشعبية إلى الوحدة ومزيد الاهتمام بالمشاكل التي تعاني منها المرأة في المنطقة العربية.

ألفة بعزاوي: توحيد الجهود وتطوير آليات العمل والانفتاح على المنظّمات التقدّمية من أهم التحدّيات

قالت ألفة بعزاوي رئيسة المؤتمر في تصريحها لـ”صوت الشعب” إنّ المؤتمر لم يكن بمعزل عن الأوضاع التّي تمرّ بها البلاد ولهذا ناقشت المؤتمرات الأزمة بمختلف أبعادها من أجل تحديد المهمّات والدور الملحّ لـ”مساواة” في المرحلة الحالية، منها توظيف النساء سياسيا من قبل بعض الأحزاب والتلويح ببعض الوعود منها سنّ قانون المساواة في الميراث (الذي لم يصدر إلى اليوم) والغاية كسبهن كخزّان انتخابي لا غير. مضيفة أنّ النقاشات ركّزت على ضرورة حماية مكتسبات المرأة خاصة أمام الأصوات الرجعية في اتّجاه مزيد تطوريها، فتبعات الأزمة التي تمرّ بها البلاد اليوم تنعكس سلبا على المرأة خاصة العاملات في القطاعين الفلاحي والصناعي وربّات البيوت.

من جانب آخر ذكرت بعزاوي أنّ المؤتمرات ناقشن هويّة المنظّمة وتوجّهاتها وأهدافها في المرحلة الحالية بعد تأسيسها سنة 2012 حيث تمّ الإقرار بضرورة تطوير آليات العمل في صفوف مناضلاتها من أجل مشروع مجتمعي يقرّ بكلّ الحقوق لكافة النساء، كما نوّهت بأنّ عددا من المؤتمرات أعددن مشروعا لدراسة تضمّنت إحصائيات وأرقاما حول البطالة والفقر والانقطاع عن الدراسة ومختلف أشكال العنف المسلّط عليهن وستعمل المنظّمة على إصدارها قريبا.

كما أكّدت بعزاوي أنّ من أهمّ التحدّيات الحالية هوالتوجّه نحو النساء من مختلف القطاعات وفي كلّ الجهات والعمل على تنظيمهنّ في هياكل قطاعية تحت راية “مساواة”، إضافة إلى التوجّه نحو المنظّمات النسائية لمكوّنات الجبهة الشعبية من أجل بعث تنسيقية للنساء ثّم الانفتاح على منظّمات نسائية تقدّمية داخل البلاد من أجل توحيد الجهود والنضالات في الملفّات المشتركة على غرار تنقيح مجلة الأحوال الشخصية وتطوير التشريعات الخاصة بالمرأة.

ضحى قلاّلي: مزيد التوعية والتحسيس للدفاع عن الحقوق من أهمّ تحدّيات المكتب الجديد 

قالت ضحى القلاّلي المنتخبة للمرّة الثانية كعضو للمكتب الوطني لـ”مساواة” في تصريحها لـ”صوت الشعب” أنّ المنظّمة حاولت منذ تأسيسها سنة 2012 تركيز هياكلها والتعريف بنفسها وقد نجحت عبر التراكمات في القيام بأنشطة وطنية متنوّعة هادفة والسعي إلى تقديم البدائل في المجال التشريعي.

كما نوّهت قلاّلي أنّ من أبرز التحدّيات المطروحة على المكتب المنتخب الجديد في ظلّ الأزمة الخانقة التي تمرّ بها البلاد هي مزيد التوعية والتحسيس في صفوف النساء من أجل كسب الثقة في اتّجاه الدفاع عن الحقوق خاصة منهنّ النساء المهمّشات من مختلف الشرائح الاجتماعية والقطاعات والجهات على غرار النساء العاملات في القطاعين الفلاحي والصناعي وربّات البيوت.

كما أّكّدت قلاّلي أنّ المنظّمة باعتبارها أحد مكوّنات الجبهة الشعبية ستعمل على المشاركة الفعّالة في الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة.

رقية البعزاوي: سنعمل على تطوير هيكلتنا جهويا ومحليّا حتى تكون منظّمتنا جماهرية 

من جانبها قالت رقية البعزاوي عضو المكتب الجهوي لمساواة بولاية سوسة في تصريحها لـ”صوت الشعب” إنّ انعقاد المؤتمر كان مناسبة لتدارس الأوضاع العامة التي تمرّ بها البلاد والنساء خصوصا أمام الصعوبات التي تعيشها والمتسبّبة فيها الخيارات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للائتلاف الحكومي الحالي والتي أدّت ضرورة إلى سياسة التهميش والاستغلال وضعف الأجور والعنف الاقتصادي والمادي والمعنوي والتحرّش الجنسي.

وأضافت البعزاوي أنّ المؤتمر ناقش باهتمام كبير مسألة الهيكلة خاصة جهويا ومحليّا حتّى تصبح “مساواة” منظمّة جماهيرية خاصة في المرحلة الحالية التي تعيشها البلاد وقبيل الانتخابات التشريعية والرئاسية وحتى تكون قادرة على احتواء كافة القطاعات التي تتواجد فيها المرأة من أجل رصّ الصفوف للدفاع عن الحقوق المشروعة لكافة النساء في كافة مناطق البلاد خاصة منها الداخلية، منوّهة في ذات السياق بتأكيد المؤتمرات على ضرورة التشبيك مع فعاليات المجتمع المدني والسياسي الديمقراطية والتقدمية التي تناضل من أجل المساواة والعدالة الاجتماعية والحاملة لمشروع تنويري يحرّر النساء والمجتمع من المكبّلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ويضمن حماية المكتسبات ويدفع أيضا نحو تطوير المنظومة القانونية حتّى تكون ملائمة لما جاء في الدستور على أرض الواقع.

إيناس صبحية: النهوض بوضعية المرأة لا يمكن أن يكون إلاّ بالنهوض بالمجتمع ككلّ  

وفي تصريحها لـ”صوت الشعب” قالت إيناس صبيحة عضو المكتب الجهوي بولاية صفاقس لـ”مساواة” إنّ المؤتمرات ناقشن الوضع العام الذي تمرّ به البلاد والذي اتّسم بمزيد تردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وقد أكّدت المؤتمرات أنّ النهوض بوضعية المرأة لا يمكن أن يكون إلاّ عبر النهوض بالمجتمع ككلّ من أجل ترسيخ العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات والحرّية.

وأكّدت صبيحة أنّ المؤتمرات ثمّنّ مكتسبات المرأة لكن في إطار العمل على حمايتها وتطويرها والحذر واليقظة ضدّ كلّ محاولات الالتفاف عليها من قبل القوى الرجعية والظلامية ومزيد العمل خاصة لفضح كلّ من يستغلّ المرأة سياسيا لكسب الأصوات خاصة مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي القادم من قبل بعض الأحزاب.

كما نوّهت صبيحة أنّه وبعد عقد المؤتمر فإنّ القيادة الجديدة وهياكلها الوسطى ستعمل على مزيد توسيع دائرة انتشارها خاصة في الأوساط الكادحة وتوعيتها وتحسيسها بالأسباب الحقيقية للوضعية المزرية التي يعيشها المواطن اليوم بشكل عام والمرأة بشكل خاص.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×