الرئيسية / صوت الجهات / القصرين: تزامنا مع موجة الغضب الشعبي، آلة الإرهاب تتحرك من جديد
القصرين: تزامنا مع موجة الغضب الشعبي، آلة الإرهاب تتحرك من جديد

القصرين: تزامنا مع موجة الغضب الشعبي، آلة الإرهاب تتحرك من جديد

استشهد اليوم أربعة من جنودنا البواسل حماة الوطن إثر انفجار لغم بجبل مغيلة من ولاية القصرين بعد مطاردتهم لمجموعة إرهابية كانت متحصنة هناك.

جنودنا البواسل استشهدوا في عملية إرهابية جبانة خلّفت لوعة لدى زملائهم وعائلاتهم وشعب بأكمله. إنّ مثل هذه العمليات الإرهابية الجبانة والشنيعة كانت متوقعة في مثل هذا الظرف الحرج الذي تمرّ به البلاد واتساع رقعة الاحتجاجات بكامل تراب الجمهورية وخاصة بالأحياء الشعبية منها وعموم المفقّرين من أبناء الشعب مطالبين بالعيش الكريم عبر كنس منظومة الحكم التي ثبت عدم شرعيتها وإفلاس خياراتها وعدائها للشعب. فقد جرت العادة في تونس منذ تولّي الإخوان الحكم بعد الثورة المجيدة أنه كلما اشتدّ الخناق على منظومة الحكم بزعامة الإخوان وحلفائهم إلاّ وتحركت آلة الإرهاب ضد قواتنا العسكرية والأمنية والخصوم السياسيين واستهداف المواطنين في أكثر من مرة. كلما هبّ الشعب للانتفاض ضد الخيارات السياسية اللاوطنية والمعادية للشعب إلاّ وتحرك الإرهاب بسرعته القصوى ليخلّف شهداء من الوزن الثقيل من أبناء الشعب الكادح، ويدفع بذلك الأمنيون والعسكريون الأبرياء ضريبة فشل منظومة الحكم.

فخلال الأسابيع الماضية يخوض الشعب التونسي وبالأخص أبناء الأحياء الشعبية والقوى السياسية التقدمية شوطا جديدا من مسار تصحيح الثورة عبر الاحتجاجات الشعبية شملت أغلب الجهات والفئات، واجتها منظومة الحكم المفلسة والعميلة بالقمع المفرط والتعذيب والتنكيل والهرسلة ونشر المعطيات الشخصية لبعض النشطاء والتحريض ضد اليسار وحزب العمال وفصيله الشبابي اتحاد الشباب الشيوعي التونسي خاصة وفي الوضوح التام في مسيرة صفاقس مؤخرا. وفي المقابل ظل أبناء الشعب متمسكون بحقهم في التظاهر والرغبة الجامحة في إسقاط منظومة الحكم أمام عربدة المنظومة الأمنية واستعراضها المرعب بمختلف التشكيلات والمعدات ومن ورائها منظومة الحكم اللاشعبية في سبيل إخماد التحركات بكل الوسائل المتاحة وصلت حدّ القتل والاختطاف في الشوارع والمنازل. ولم تستثن أحدا بما في ذلك القصّر. وأمام تنامي هذا الغضب الشعبي العظيم الرامي إلى كنس منظومة الحكم واستعداد أبناء اليسار التونسي بمعية أبناء الشعب للقيام بمسيرة حاشدة بمناسبة ذكرى استشهاد الرفيق الراحل شكري بلعيد يوم السبت 6 فيفري.

تحركت آلة الإرهاب في جبل المغيلة لتلقي بأبنائنا العسكريين شهداء.

إنّ مثل هذا الإجرام في حق أبناء الشعب هدفه إرباك الاحتجاجات وتوجيه الرأي العام وبث الرعب في صفوف المواطنين وإرباك القوات الحاملة للسلاح. ولكن وبحسب الظاهر والمعلوم فإنّ أبناء الشعب المظطهدين والفقراء والقوات الحاملة للسلاح لن تربكهم مثل هذه الجرائم الإرهابية والشعب ماض في طريق تصحيح مسار الثورة وإسقاط منظومة الحكم الراعية للإرهاب. فكيف يمكن أن يقبل العقل البشري أنّ مجموعة أنفار من الإرهابين يعيشون في جبل لسنوات دون أن يتم القضاء عليهم بجيش عظيم كالجيش التونسي؟ ماذا لو خصصت الدولة ومنظومة الحكم العتاد لمواجهة الإرهاب عوض عن تخصيصها لقمع المحتجيين؟؟

وما علاقة بعض الأطراف الرجعية المتبنية للفكر التكفيري في الحكم بالإرهاب؟

كـمـال فارحي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×