الرئيسية / الافتتاحية / القصرين: الفلاّح يحتج على الخيارات التي تمسّ الأمن الغذائي وتهدّد رزقه
القصرين:  الفلاّح يحتج على الخيارات التي تمسّ الأمن الغذائي وتهدّد رزقه

القصرين: الفلاّح يحتج على الخيارات التي تمسّ الأمن الغذائي وتهدّد رزقه

نظّم صباح يوم أمس الإثنين 8 جانفي 2021 الفلاحون بجهة القصرين ومن مختلف معتمدياتها وقفة احتجاجية أمام المندوبية الجهوية للفلاحة بالقصرين للمطالبة بتوفير مادة العلف المدعم (الشعير والسداري..) ووضع حد للاحتكار واستغلال الفلاح والمطالبة بصرف تعويضات أضرار الفياضانات والبرد لسنة 2018 والتي خلّفت أضرارا جسيمة في المحصول الفلاحي بالجهة.

هذا وقد أكّد المحتجّون من خلال وقفتهم على النقص الفادح لمادة العلف المدعم واحتكارها من قبل بعض المزوّدين وغياب حسن التصرف في توزيع الكميات التي بطبعها لا تفي بالحاجة على حد قولهم .كما طالبوا بصرف التعويضات الفلاحية، منوّهين بأنّ السلطة خصصت مليارا وإثنين وثلاثين مليون مليم كتعويض من أصل ما يزيد عن ثلاثة عشر مليارا. وهو ما اعتبروه ضحكا على ذقون الفلاح. وفي المقابل وعلى هامش الوقفة الاحتجاجية اعترف نائب المندوب الجهوي للفلاحة بالقصرين بالنقص الفادح لمادة العلف المدعم المخصص للجهة وغياب الشفافية وحسن التصرف في التوزيع. وأكّد أنّ المساعي جارية مع المصالح المختصة لتوفير كميات إضافية ووضع حدّ للتلاعب الحاصل أثناء عملية التوزيع.

إنّ خروج الفلاح للاحتجاج في عديد المناسبات وخاصة طوال السنة الماضية يثبت مرة أخرى أنّ منظومة الحكم باتت عاجزة تماما عن الحفاظ على الأمن الغذائي للتونسيين عبر سياساتها وخياراتها الفاشلة تجاه القطاع الفلاحي. بل إنّ هذه الخيارات تندرج ضمن التدمير الممنهج للفلاح وتجويع الشعب وتفقيره حتى يصبح لقمة سائغة في يد سماسرة الحكم ويسهّل حكمهم واستغلالهم في محطات انتخابية عبر فتات الإعانات و”الڨفة” وفتح الباب أمام عصابات الحكم للتّمعش من تدهور القطاع الفلاحي عبر الاستيراد من الخارج (الحليب، الخرفان، الخضر، الغلال، القمح…). كما يعبّر الفلاح من خلال احتجاجه عن صدقه في الدفاع عن قوته المهدّد ومن ورائه الحفاظ على الأمن الغذائي الوطني.

إنّ اعتراف نائب المندوب الجهوي بالنقص الفادح للعلف المدعم وغياب الشفافية في التوزيع وانتشار الاحتكار والتمعش يؤكّد للمواطن تهاون الدول في التعاطي الإيجابي مع إحدى أهم مقومات العيش للمواطن ألا وهي الأمن الغذائي. إنّ ولاية القصرين التي تفتقر افتقارا كليا إلى كل مؤشرات التنمية منذ عقود نتيجة لإفلاس الخيارات السياسية والاقتصادية لمنظومة الحكم بمختلف ألوانها المتعاقبة مازالت تعاني نفس المشاكل وتدفع ضريبة فشل الحكام مثلها مثل كل المناطق الداخلية لتصل إلى حد استهداف قوت الأهالي في سبيل تواصل تمعش منظومة الحكم من ثروات البلاد وقوت المواطنين. إنّ هذه المنضومة المفلسة بقيادة حركة النهضة وشراكة حلفائها المتغيّرين لم يعد لها ما تقدّمه للتونسيّين بمختلف فئاته وشرائحه وهو ما يحتّم على الشعب التصدي لها وكنسها عبر الاحتجاج المنظم والمتواصل من مختلف أبناء الشعب الكادح… منظومة فاشلة فقّرت وهمّشت الفلاح ودمّرت مختلف القطاعات والفئات ومازالت مصرّة على الذهاب بعيدا في رهن البلاد وتفقير العباد تفقيرا ممنهجا من أجل تسهيل عملية حكمهم في الشعب.

كــمــال فــارحـي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×