الرئيسية / صوت الجهات / دولاب القصرين: بعد وفاة أستاذ الألمانية وسجن أحد المعتصمين، المحتجون يصعدون والوضع يتجه نحو الانفلات
دولاب القصرين: بعد وفاة أستاذ الألمانية وسجن أحد المعتصمين، المحتجون يصعدون والوضع يتجه نحو الانفلات

دولاب القصرين: بعد وفاة أستاذ الألمانية وسجن أحد المعتصمين، المحتجون يصعدون والوضع يتجه نحو الانفلات

أفاد الناطق الرسمي لاعتصام الدولاب اليوم الخميس 14 جانفي رؤوف الخضرواي لـ”صوت الشعب” أنّ حالة من الغضب والغليان في صفوف المحتجين سادت بحقل الدولاب نتيجة تجاهل السلط لمطالبهم ومواصلة التهميش للجهة وغياب الإرادة الحقيقية لحلحلة معضلة التنمية والتشغيل. وأفاد الخضرواي أنّ التصعيد جاء في الذكرى العاشرة للثورة التي كان شباب القصرين وقودها ولم يجنوا سوى البؤس والفقر والحرمان، مؤكدا أنّ حالة الغليان والغضب تجاوزت كل الخطوط الحمراء وأنّ الأمور تتجه نحو الانفلات. كما أبدى الخضراوي تخوّفه من الانفلات الذي يمكن أن يؤدي إلى حرق الحقل بما فيه من قبل المحتجين الغاضبين.

وتأتي هذه الحركة التصعيدية أياما بعد وفاة الشاب وليد البوغديري المعطل عن العمل (9 سنوات بطالة اختصاص ألمانية) والذي توفي إثر حادث مرور في محيط الحقل. هذا فضلا عن إيقاف المعتصم خليل النصرواي ورفع عدد من القضايا في حق مجموعة من المحتجين.

هذا وقد أضاف الخضراوي لـ”صوت الشعب” أنه منذ يوم 11 ديسمبر تم إخلاء حقل الدولاب من القوات العسكرية والأمنية ليتولى المعتصون حراستها.

يوم جديد وطور جديد من اعتصام الدولاب في يوم 14 جانفي 2021 الذكرى العاشرة للثورة الجديدة، فقدان شاب وإيقاف آخر والبقية في الطريق لا لشي سوى لأنهم طالبوا بالتنمية والتشغيل وطالبوا بالحق في الحياة الكريمة. كان من المفترض أن يحتفل شباب القصرين في ذكرى الثورة بالإنجازات والمشاريع والتشغيل بعد مرور عشر سنوات من تاريخ اندلاع الثورة إلا أنهم للأسف يجدون أنفسهم مجددا مجبرين على خوض المعركة من جديد، مجبرين على سياسة كسر العظام ولي الذراع من أجل افتكاك الحق في الحياة. شباب القصرين مجبر على التمرد، فلا شيء يطمئن، لا شيء يفتح باب الأمل أمام الشباب المحتج الغاضب سوى خوض المعركة بلا هوادة. فأبسط الضروريات وأضعف الأحلام مازالت لم تتحقق بعد في ظل سياسة الارتهان واللصوصية التي يمارسها حكامنا المفلسون. فكيف يطلبون من شباب القصرين الصبر وهم من صبروا طوال العمر ولم ينالوا سوى الشقاء والفقر. شباب لم ترسم البسمة على شفاههم منذ عقود كيف لهم أن لا يغضبون؟ كيف لهم أن لا يتمردون؟ فلا خطوط حمراء أمام الفقر والجوع. وأمام كل هذا الوضع تظل الدولة غائبة بشكل شبه كلي في القصرين. كان عليها أن تحلحل مشاكل معتصمي الدولاب غير أَنْ غياب الحس الوطني والمسؤولية لدى السلطة تجاه الأهالي تحول دون ذلك ليبقى أهالي القصرين والمحتجون بالدولاب يعانون لوحدهم. إنّ انسحاب القوات الأمنية خير دليل على السياسة غير المسؤولة للسلطة لتفتح الباب أمام التجاوزات والانفلاتات التي نتمنى أن لا تقع ومنها تُبنى أكبر القضايا وأكثرها تلفيقا.
يوم أسود بالدولاب في الذكرى العاشرة للثورة التي كان شباب القصرين في صدارتها ودفع الدم ثمنا لها.

كـمـال فـارحـي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

اثنا عشر − خمسة =

إلى الأعلى
×