الرئيسية / صوت الوطن / وطني مرهون.. إلى أن يأتي ما يخالف ذلك !!
وطني مرهون.. إلى أن يأتي ما يخالف ذلك !!

وطني مرهون.. إلى أن يأتي ما يخالف ذلك !!

وجعي من علّة وطني. وثيقة الاتفاق بين ممثلي حكومة العمالة والارتهان وصندوق النهب الدولي كشفت عن “مخطط الحكومة التونسية لإنقاذ الاقتصاد” حسب اختياراتها وتخطيطها.. ويتمحور حول خفض كتلة الأجور ورفع الدّعم والتفريط في المؤسسات العمومية..

الحكومة التونسية ستخفض كتلة الأجور إلى 15 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي في 2022 مقابل 17.4 بالمائة في 2020، مدفوعة بارتهانات تريدها الحكومة دون كلفة اجتماعية.

تخطّط أيضا لخفض تدريجيّ للدعم على المواد الأساسيّة والمحروقات والكهرباء والماء والنقل …الخ في الفترة المقبلة وصولا إلى إلغائه نهائيّا في 2024، التفريط تدريجيا، باسم إعادة الهيكلة، في كل المؤسّسات العمومية دون استثناء…

كلّ ذلك مقابل قرض بحوالي 4 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي على ثلاث سنوات بهدف إنعاش اقتصادها العليل كما يخطّطون.

إنّ الوصول إلى هذا الاتفاق مع صندوق النهب أمر حيوي لتونس كما ترى حكومة العمالة والارتهان التي تعاني من أزمة اقتصادية غير مسبوقة مع عجز مالي بلغ 11.5 بالمائة لأول مرّة في نهاية 2020، بينما انكمش الاقتصاد بنسبة 8.8 بالمائة بسبب تداعيات أزمة كورونا كما يبرّرون. متناسين من المتسبّب الرئيسي في هذه الأزمة الخانقة، ومن خطّطوا لها من خلال اختياراتهم اللاوطنية ونهبهم للمالية العمومية مباشرة أو بتعلات مختلفة محمّلين الأزمة للفقراء والمفقّرين.

وتنفيذا لذلك ستضع الحكومة برنامجا للتشجيع على مغادرة طوعيّة لموظفين مقابل حصولهم على 25 بالمئة من الرّاتب أو الحصول على نصف الرّاتب مقابل أيّام عمل أقلّ، وتجميد الأجور والانتدابات.
وترى الحكومة أنّه من الضروري إعادة التفكير في نظام المكافآت، بالتشاور مع النقابات والاتحاد العام التونسي للشغل على وجه الخصوص، ووضع قاعدة لضبط الرّواتب والمكافآت بما يأخذ في الاعتبار أداء النمو والإنتاجية وتطور التضخم.
إذن..
الأجراء والموظّفون والفقراء يدفعون وحدهم ضريبة الفشل في التخطيط الاقتصادي.. مع توفير حماية مطلقة لـ300 عائلة ماليّة تنهب الثّروات الوطنية.. وتتهرّب من الضّرائب مقابل المافيات ودعائمها السّياسية.
لا حديث عن الأموال المنهوبة والمهرُّبة والقروض المتفخّمة والتهرّب الضريبي والفساد في الصفقات الكبرى وغياب العدالة في توزيع الثروات.. يستمرّون في ارتكاب ذات الأخطاء؛ ذات الاختيارات..
اختيارات ترهن الوطن وأجياله القادمة وتسلبه سيادته الوطنية ليزداد الفقراء فقرًا والأغنياء غناءً، إنهم أكملوا بيع الوطن وكرامة المواطن مقابل ما سيجنوه من فتات.
نعم ما بقي من الوطن يُعرض للبيع على قارعة الطريق..

رضا حمزة

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×