الرئيسية / صوت العالم / نداء من المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني إلى كل قبائل وشعوب السودان
نداء من المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني إلى كل قبائل وشعوب السودان

نداء من المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني إلى كل قبائل وشعوب السودان

 

في ظلّ أوضاع الحرب الطاحنة التي يعيشها السودان، توجّه الحزب الشيوعي السوداني أوّل أمس السبت 5 أوت 2023 بنداءٍ إلى كل قبائل وشعوب السودان، وجاء فيه:

“نتوجه لكم بهذا النداء الصادق المخلص من أجل إيقاف الحرب وإنقاذ ضحاياها وإنقاذ بلادنا من التفكك وحماية وحدتها وصيانتها من أن تمتد وتتمدّد فتصبح حربا أهلية شاملة، لن ينجو منها أحد ولن يصبح الضحايا في الخرطوم والجنينة وزالنجي وطويلة ونيالا والأبيض وبارا، بل ستمتد إلى كل مدن السودان ولن تكتفِ بمن قتلت وجرحت وحطّمت من منازل ومستشفيات ومدارس ومصانع، بل ستحرق الأخضر واليابس وستقتل الماشية والحيوانات البرّية.

الحرب الأهلية الشاملة لن تفرّق بين قبائل، شعوب السودان على أساس اللغة أو اللون أو العرق أو الثقافة، بل ستكون ويلاتها علينا جميعا، أوقفوا النار قبل أن تنتشر، وإطفاؤها يتمّ بنأيكم عنها وبرفضكم النداءات والمناشدات التي تدعوكم لتجنيد شبابكم ورفع سلاحكم انحيازاً لأيّ من الطرفين المحاربين.

هذه حرب لا ناقة ولا جمل لشعب السودان فيها، إنها حرب بين أغنياء نظام الإنقاذ مهما تعدّدت أسمائهم ومن يريدون وراثتهم من الطفيليّين الجدد ووكلاء رأس المال الأجنبي الطامع في مواردنا وأراضينا وموانينا، إنهم من نهبوا ثروتنا البترولية وذَهَبَنا، ومن استولوا على عائد صادراتنا وماشيتنا ومحاصيلنا النّقدية، هم من أسّسوا الشركات باسم قوّاتنا المسلحة وقوّات الدعم السريع لنهبنا، جميعنا ضحايا حربهم، فهم يقتلون ويُهجّرون الأبرياء ويقذفون الطائرات والمدافع، انظروا ماذا يفعلون من الخرطوم للجنينة وطويلة وزالنجي ونيالا والأبيض.
الخاسر من الحرب هو السّودان بكل قبائله وشعوبه، فلا تلبّوا نداء الحرب، بل ابْذلوا كل جهد لإيقافها فورا.

نحن كحزب سياسي أول من اعترف بحقوق أهل السودان وتعدّد أصولهم العرقية والثقافية، بتفاوت تطوّر مناطقهم وبعدم عدالة توزيع الخدمات والمشاريع التنموية، وظللنا نردّد اغن مظالم أهل السودان لا تُحلّ إلا في ظل حكم وطني مدني ديمقراطي، قائم على حقوق المواطنة المتساوية وعلى الديمقراطية التي تكفل لمواطني السودان من قبائله وشعوبه المتعدّدة السيطرة على مصيرهم واختيار نظام حكمهم عبر مؤتمر دستوري قومي جامع يناقش ويقرّر كيف يحكم السودان وكيف تُصان وتوزّع موارده وثرواته.
إن نهج الحكومات منذ الاستقلال في التنمية غير المتوازنة وإهدار الموارد، الذي أدّى للجفاف والتصحّر والصراع بين القبائل الرّعوية والزراعية، وتهريب الثروات للخارج خاصة الذهب وعائدات البترول وتراكم الثروات المالية العقارية لدى الطفيليّين الإسلاميين، هو الذي أخلّ التوازن البيئي وتوزيع الخدمات الاجتماعية وإفقار المناطق والأقاليم في الغرب والشّرق وتدهور الزراعة المرويّة والمطريّة ودفع بالهجرة لأطراف المدن حيث يعاني المهاجرين من سوء الخدمات وفرص العمل.

إن طريقنا هو طريقكم للسّلام والتنمية الموازنة والسلطة المدنية الديمقراطية التي تنبع منكم وتخضع لرقابتكم ورغباتكم.

ندعوكم أن ترفعوا راية السّلام والوحدة والديمقراطية في وجه الحرب والتدخّل الأجنبي.

المكتب السياسي
الحزب الشيوعي السوداني
يوليو 2023

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×