الرئيسية / صوت الجهات / أهالي ذهيبة بين مطرقة التهميش و سندان ”هيبة الدولة”
أهالي ذهيبة بين مطرقة التهميش و سندان ”هيبة الدولة”

أهالي ذهيبة بين مطرقة التهميش و سندان ”هيبة الدولة”

ben-ger“عاشت معتمدية ذهيبة الحدودية أياما دامية على إثر التدخل الوحشي لقوات البوليس لقمع المواطنين العزل المطالبين بمنوال تنموي شامل، بنصيب أبناء ذهيبة من الشركات البترولية، بانتداب أبناء المنطقة من اصحاب الشهائد العليا في ظل عزوف أغلب المعلمين والأساتذة عن القدوم إلى الجهة، بتطوير الخدمات الصحية من خلال فصل مستشفى ذهيبة عن مستشفى رمادة وتعزيز الاطار الطبي والشبه طبي والرفع من مستوى تصنيفه، بعيادات طب الاختصاص على الأقل مرة في الأسبوع، بتطوير القطاع الفلاحي بتدخل فعلي لهياكل الدولة للتشجيع على الاستثمار، بصيانة شبكات الماء والكهرباء وبعث فرع لشركة الستاغ والصوناد، بمكتب تشغيل بالجهة، بالإحاطة بالعائلات المعوزة وذوي الاحتياجات الخاصة، بإنشاء سوق مغاربي للتبادل الحر، وبمراجعة الضريبة المفروضة في المعبر الحدودي أو إلغاءها

مسلسل الأحداث ابتدأ منذ يوم الاثنين 26 جانفي 2015 حيث التقى وفد من أهالي الجهة بالمعتمد الجديد لطرح مطالبهم والتفاوض حول المسائل العالقة قبل تعيين الأخير وقد وعد معتمد الجهة الأهالي بزيارة وفد وزاري وإيجاد حلول عاجلة للمطالب التي رفعها الأهالي .

تجمع الأهالي يوم السبت وهو اليوم المقرر لزيارة الوفد المذكور و لكن بدلا من الوفد حلت قوات الأمن ليبدأ مسلسل الرعب حيث عمدت إلى تفريق الأهالي مستعملة الغاز المسيل للدموع بصفة مكثفة و الرش و الرصاص الحي بصفة عشوائية و بدأت المواجهات بين المواطنين الذين انتظروا التشغيل و التنمية فجاءهم بدل ذلك الموت و الخراب . صابر المليان هو أحد الشباب الذين خرجوا للمطالبة بعمل يوفر له لقمة يومه أصيب برصاصة مباشرة في القلب عندما كان يحاول الهروب من قنابل الغاز التي كانت تملأ المكان استشهد على اثرها مباشرة كما اصيب الشاب حسين المليان برصاصة مباشرة في الكتف ليتم على اثر ذلك نقله إلى المستشفى الجهوي بصفاقس متجاوزين بذلك مستشفيات تطاوين مدنين و قبلي و قابس وهو ما يدل على اهتراء المنظومة بالمناطق المذكورة. بالإضافة الى اصابة شابين إصابات خطيرة – إصابات مباشرة في الكتف والرجل- بالإضافة إلى جرح الكثيرين وحالات الاختناق والإغماء بمباركة من رئيس المركز الذي نعت الأهالي بالغرباء قائلا ” ما كمش توانسة ”.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن ما تم تداوله من أخبار مفادها أن قوات الأمن استعملت الرصاص للرد على محاولة حرق مركز الأمن خال تماما من الصحة حيث أن الأهالي هاجموا مركز الأمن بعد أن استعمل البوليس الرصاص و القوة المفرطة في مواجهتهم بدون داع حيث أنهم كانوا يحتجون سلميا ومهاجمة المركز جاءت كردة فعل طبيعي باعتباره مركز السيادة كما يقول الأهالي .

إن مواجهة الإرهاب القادم من ليبيا – وهي التعلة التي يتخذها المدافعون عن هذا القمع الوحشي للمواطنين- هي تجارة للوهم وذر للرماد في العيون إذ آن مواجهة الإرهاب لا تعني قمع المواطنين الذين يقطنون في المناطق الداخلية أو الحدودية وإنما تستوجب إستراتيجية واضحة تشمل التشغيل والتنمية والحد من ارتفاع الأسعار والتعليم الديمقراطي والمنظومة الصحية الراقية وغيرها من الإجراءات التي تحمي شبابنا من السقوط في هاوية التشدد الديني والتطرف أو الانحراف والجريمة وتمكنه من العيش الكريم في وطن أمن”..

                       كتب ل”صوت الشّعب”:

                      منير المرزوقي (مواطن من الذهيبة وشاهد عيان)

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×